وجاء رجل يسعى من أقصى الرجاء الصالح
تم نشره الجمعة 07 أيّار / مايو 2010 04:03 صباحاً
د. رحيّل غرايبة
احتفالية الفتح العمري التي تمّت في مدينة العقبة الأردنية يوم الجمعة الماضي الواقع في الخامس عشر من شهر جمادى الأولى للعام 1431للهجرة، احتفالية رائعة ومثيرة، ومن أشد مظاهرها إثارة تلك النخبة من الأعاجم الذين جاءوا من أصقاع الأرض؛ من أجل توصيل رسالة الشعوب التواقة لنصرة الحق والوقوف إلى جانب المظلومين بحضور رمزي مؤثر ومعبّر عن لوحة مستقبلية قادمة لا يراها ضعاف البصر.
ذلك الشيخ ذو الصوت الرنّان ينطق بلسان عربيّ مبين قائلاً: لقد جئتكم من أقصى بقعة في القارة الإفريقية من رأس الرجاء الصالح لأحمل إلى أهل العقبة وأهل غزة وبيت المقدس وفلسطين والأردن ولكل العرب رسالة من شعب جنوب إفريقيا أنّنا معكم ومع الحق، وهم يقولون لكم إنّّ قضية فلسطين والأقصى ليست قضية فلسطينية أو عربية فحسب، بل هي قضية جميع المسلمين، وجميع الشعوب الصديقة التي تقف مع المظلوم حتى يستعيد حقه مهما طال الزمن.
وهي نفس الرسالة التي حملها الدكتور عبد الغفار الباكستاني وزين الدين من ماليزيا، وبلد بلدرم من تركيا، ومن أصقاع أخرى تبتعد ستة عشر ألفاً من الكيلومترات، ليقول قائلهم: إن لم نستطع أن نوصل الرسالة لكم بألستنا الأعجمية، فقد قدمنا إلى هنا وتجشمنا عناء السفر من النصف الآخر من الكرة الأرضية لنوصل الرسالة بقلوبنا وأجسادنا.
لقد شعرت بقشعريرة تجتاحني من قمة رأسي إلى أخمص قدمي عندما انسكبت هذه الكلمات الصادقة الواضحة في أذني مثل الرصاص، وتمنيت أن تصل هذه الكلمات حية نابضة إلى أذن كل عربي وكل فلسطيني، وأن تصل إلى ثلاثمائة مليون عربي، وأن تصل إلى كل اليائسين والمحبطين، وإلى الذين يقولون لقد سئمنا القتال وسئمنا المقاومة، وإلى كل المتعبين الذين أنهكتهم الجراح وإلى كل المشردين في منافي الأرض، وإلى التائهين في خيارات السلام والراكضين وراء سراب نتنياهو وليبرمان وإلى المنتظرين الفتات والتعويض، وإلى الذين فقدوا بوصلة النضال وأشغلوا أنفسهم بالبحث عن مكتسبات في بقاع أخرى.
يقول القادم من أقصى الرجاء الصالح جئنا لنقول لكم لستم وحدكم يا أهل بيت المقدس يا أهل غزة أيها المرابطون على أرضكم ودياركم، لقد كان لكم في شعب جنوب إفريقيا ونلسون مانديلا مثالاً وقدوة في الصبر والمصابرة حتى تمّ تحرير السكان الأصليين من قبضة العنصريين والمستعمرين، وكان الناس يظنون ذلك ضرباً من المستحيل.
لقد سكب هؤلاء الأعاجم الصادقون جرعات من الصبر والأمل الفسيح في قلوب المستمعين، وعلت صيحاتهم بالتكبير لينقلها الأثير إلى المجاهدين والصابرين القابعين تحت ربقة الاحتلال، وقد وصلت فعلاً، حيّة نابضة صادقة ومجلجلة.
وهنا لا بدّ من الوقوف أمام حقيقة واقعية لا يمكن القفز عنها، أنّ جهد هؤلاء في ماليزيا والباكستان وأندونيسيا وتركيا وإفريقيا، يكون مؤثراً ومفيداً في حالة واحدة فقط عندما يكون أهل الحق متمسكين بحقهم أولاً، دون تفريط أو تقاعس أو خمول، وأن يعلن أهل الحق جهادهم وعزمهم بوضوح ويقين، حتى يسير من خلفهم من المؤيدين، وحتى يلتف حولهم القريبون والبعيدون.
إنّ موقف الشعوب الإسلامية في كل بقاع الأرض يلتهب ويتوهج، عندما تلتهب المقدمة، ورأس الحربة من أهل الأرض والحق ومن بجانبهم ومن خلفهم حتى يصل اللهب إلى أقصى الأرض، وإذا أردنا أن نكون أكثر صراحة مع أنفسنا لا بد من الاعتراف أنّه إذا استسلم صاحب الحق، وتنازل عن حقه، وتاه في مسارب التبرير والضياع للبحث عن بديل، فلا قيمة البتة لموقف الآخرين والمؤيدين ولا ينتظر منهم أن يأتوا ليقاتلوا عنّا بالإنابة.
فطلب المعونة والنصرة والتأييد والغوث والمشاركة لا يتم إلاّ من المجاهد المرابط، القائم على حقه، القابض على سيفه، الممسك بعنان فرسه، له مشروع وله رؤية وله خطاب واضح أبلج بلا غمغمة ولا مواربة.
ذلك الشيخ ذو الصوت الرنّان ينطق بلسان عربيّ مبين قائلاً: لقد جئتكم من أقصى بقعة في القارة الإفريقية من رأس الرجاء الصالح لأحمل إلى أهل العقبة وأهل غزة وبيت المقدس وفلسطين والأردن ولكل العرب رسالة من شعب جنوب إفريقيا أنّنا معكم ومع الحق، وهم يقولون لكم إنّّ قضية فلسطين والأقصى ليست قضية فلسطينية أو عربية فحسب، بل هي قضية جميع المسلمين، وجميع الشعوب الصديقة التي تقف مع المظلوم حتى يستعيد حقه مهما طال الزمن.
وهي نفس الرسالة التي حملها الدكتور عبد الغفار الباكستاني وزين الدين من ماليزيا، وبلد بلدرم من تركيا، ومن أصقاع أخرى تبتعد ستة عشر ألفاً من الكيلومترات، ليقول قائلهم: إن لم نستطع أن نوصل الرسالة لكم بألستنا الأعجمية، فقد قدمنا إلى هنا وتجشمنا عناء السفر من النصف الآخر من الكرة الأرضية لنوصل الرسالة بقلوبنا وأجسادنا.
لقد شعرت بقشعريرة تجتاحني من قمة رأسي إلى أخمص قدمي عندما انسكبت هذه الكلمات الصادقة الواضحة في أذني مثل الرصاص، وتمنيت أن تصل هذه الكلمات حية نابضة إلى أذن كل عربي وكل فلسطيني، وأن تصل إلى ثلاثمائة مليون عربي، وأن تصل إلى كل اليائسين والمحبطين، وإلى الذين يقولون لقد سئمنا القتال وسئمنا المقاومة، وإلى كل المتعبين الذين أنهكتهم الجراح وإلى كل المشردين في منافي الأرض، وإلى التائهين في خيارات السلام والراكضين وراء سراب نتنياهو وليبرمان وإلى المنتظرين الفتات والتعويض، وإلى الذين فقدوا بوصلة النضال وأشغلوا أنفسهم بالبحث عن مكتسبات في بقاع أخرى.
يقول القادم من أقصى الرجاء الصالح جئنا لنقول لكم لستم وحدكم يا أهل بيت المقدس يا أهل غزة أيها المرابطون على أرضكم ودياركم، لقد كان لكم في شعب جنوب إفريقيا ونلسون مانديلا مثالاً وقدوة في الصبر والمصابرة حتى تمّ تحرير السكان الأصليين من قبضة العنصريين والمستعمرين، وكان الناس يظنون ذلك ضرباً من المستحيل.
لقد سكب هؤلاء الأعاجم الصادقون جرعات من الصبر والأمل الفسيح في قلوب المستمعين، وعلت صيحاتهم بالتكبير لينقلها الأثير إلى المجاهدين والصابرين القابعين تحت ربقة الاحتلال، وقد وصلت فعلاً، حيّة نابضة صادقة ومجلجلة.
وهنا لا بدّ من الوقوف أمام حقيقة واقعية لا يمكن القفز عنها، أنّ جهد هؤلاء في ماليزيا والباكستان وأندونيسيا وتركيا وإفريقيا، يكون مؤثراً ومفيداً في حالة واحدة فقط عندما يكون أهل الحق متمسكين بحقهم أولاً، دون تفريط أو تقاعس أو خمول، وأن يعلن أهل الحق جهادهم وعزمهم بوضوح ويقين، حتى يسير من خلفهم من المؤيدين، وحتى يلتف حولهم القريبون والبعيدون.
إنّ موقف الشعوب الإسلامية في كل بقاع الأرض يلتهب ويتوهج، عندما تلتهب المقدمة، ورأس الحربة من أهل الأرض والحق ومن بجانبهم ومن خلفهم حتى يصل اللهب إلى أقصى الأرض، وإذا أردنا أن نكون أكثر صراحة مع أنفسنا لا بد من الاعتراف أنّه إذا استسلم صاحب الحق، وتنازل عن حقه، وتاه في مسارب التبرير والضياع للبحث عن بديل، فلا قيمة البتة لموقف الآخرين والمؤيدين ولا ينتظر منهم أن يأتوا ليقاتلوا عنّا بالإنابة.
فطلب المعونة والنصرة والتأييد والغوث والمشاركة لا يتم إلاّ من المجاهد المرابط، القائم على حقه، القابض على سيفه، الممسك بعنان فرسه، له مشروع وله رؤية وله خطاب واضح أبلج بلا غمغمة ولا مواربة.
الراي
