قسمة ونصيب!

تم نشره الجمعة 07 أيّار / مايو 2010 04:15 صباحاً
قسمة ونصيب!
ماهر ابو طير

يتزوج ألماني من قطته المسماة "سيسيليا" بعد ان وصل عمرها الى اثني عشر عاما ، وتعاني من السمنة والضعف.

الالماني لم يجد احدا ليزوجه من قطته ، فاضطر ان يتزوج عبر مباركة ممثلة شهيرة ، وتم الباس العريس والعروس ، اجمل ما لديهما ، وما على حبل الغسيل من ملابس ، والعريس الوفي كان متأثرا للغاية ، وربما سقطت دموعه من فرط التأثر على هذه اللحظة الحميمية التي اجتمع بها مع قطته ، واصبحت من نصيبه باعتبار ان كل شيء "قسمة ونصيب" في هذه الدنيا.

من ذاك الذي تزوج قطته ، الى الذي ترك ارثه بالملايين لكلبه المدلل ، فقد الانسان في هذا الزمن عقله واتزانه ، ولم يعد يثق بأحد اخر من البشر ، حتى اضطر صاحبنا الالماني الى ان يتزوج القطة ، وُيمطرها بوابل من القبلات الساخنة ، عند اتمام المراسم ، على مرأى ومسمع من وسائل الاعلام ، التي لا تحاكم الفعلة ، بقدر استفادتها منها لرفع عدد المشاهدين والقراء على حد سواء ، ولا تهمها مشاعر القطة ، التي قد تكون عينها على رجل اخر ، وليس قط ذكر.

ما الذي يجعل انسانا يقدم على الزواج من قطة ، هل هو الفراغ العاطفي ، ام ثقته بأنها لن تخونه مع رجل اخر ، باعتبار ان الخيانة هنا واردة فقط مع قط اخر ، ام البحث عن الشهرة.

تذكرت عند قراءة الخبر القطط في مدن العرب ، التي تنال من الركلات والشلاليط ما يجعلها تمشي بشكل اعوج ، فوق حوادث الدعس ، وموت القطط في الحاويات ، بحثا عن طعام فاسد ، بالاضافة الى اصابة القطط العربية بالهستيريا جراء التهامها بقايا الطعام المُهرمن ، فتلد في السنة الواحد عشر مرات ، وتموء بشكل غير حضاري ، وفوق كل هذا ، صراعات القطط وصوتها المزعج حين تنشب معركة لاي سبب ، فتضطر الى ان ترميها بحجر حتى تتخلص من صوتها المفزع.

لم اسأل الالماني اين سيقضي وعروسه العفيفة الطاهرة ، شهر العسل ، لان هذا سؤال فيه انتهاك للخصوصية ، فقد يسافران ، وقد يبقيان في البيت في عزلة عن عيون العشاق والحساد على حد سواء ، وقد يتلقيان باقات الورود ، وفي حالات اخرى قد ينشب بينهما خصام ، على تفاصيل ما بعد الزواج ، غير انني تمنيت لو اعلنا عن يوم للمباركة على الطريقة العربية ، ولاخذنا الشعوب العربية ، المسلوبة كرامتها ، وتحظى بنسب عنوسة مرتفعة ، وفقر مدقع ، وتعليم يزيد الجاهل جهلا ، للمباركة ، ولرؤية اخر صرعات العالم الحر والمتنور.

حتى اسم القطة مثير للغيرة ، فالاسم جميل ، وقد كان العريس ذكيا ، حيث وفقته الايام للقاء العروس المناسبة ، حاملة الاسم الرائع ، وكل ما نتمناه لهما الرفاه والبنين ، وان يعيشا اياما سعيدة. وان يتمكن العريس من انعاش العروس ، وتخفيف سمنتها ، وازالة عوارض الضعف الطارئة عليها ، وهي مهمة ليست صعبة ، ولا سهلة ايضا.

ليس مهما ان يتزوج الالماني قطته ، لكن ما هو مهم حقا ان لا تنتقل العدوى الى كل الرجال ، ليبقى السؤال مفرودا بين يدي النسوة ، عن سبب هروب الرجل الى احضان قطة ، بعد فقده للثقة في كل النسوة.

احسد القطة على واقعها ، واتذكر قطة تمر من عند باب بيتي ، اسنانها صفراء ، من فرط سوء احوالها ، واعزيها على حالها ، فلم تجد رجلا ، ولا فرشاة اسنان.

دنيا آخر وقت .

الدستور



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات