خردة العشق المليئة باللؤلؤ!

تم نشره الجمعة 07 أيّار / مايو 2010 04:23 صباحاً
خردة العشق المليئة باللؤلؤ!
حلمي الأسمر

كتبها مظفر النواب ، وشدا بها سعدون جابر ، واستحضرتها في مناسبتين مختلفتين ، وها أنذا أستعيرها في المناسبة الأكثر دلالة ، فقبل يومين اثنين أكملنا وزوجتي ثلاثين عاما من رحلة الزواج ، وهي مناسبة بقدر ما لها طابع شخصي ، لها ايضا طابع عام ، في زمن يقصُر فيه عمر الزيجات ، وربما ينفرط عقدها قبل أن تبدأ ، أو تنعقد ابتداء،.

يقول مظفر: مو حزن ـ لكن حزين ..، ـ مثل ما تنقطع ـ جوا المطر ـ شتلة ياسمين، ـ مو حزن .. لكن حزين ـ مثل صندوق العرس ـ ينباع خردة عشق ـ من تمضي السنين ، ـ انا قتلك ـ مو حزن لكن .. حزين، ـ مثل بلبل قعد متأخر ـ لقى البستان كلها بلايه تين ـ مو حزن لا مو حزن لا مو حزن لكن ـ احبك من كنت ياسمر جنين،،.

نفثات حرى موجعة ، تمس على نحو ما من أمضى عمرا طويلا تحت مظلة مؤسسة الزواج ، و"الشطارة" هنا أن لا يتحول صندوق العشق -والعشاق أيضا - إلى أنتيكة خردة ، ترتمي في ركن مهمل ، بل أن تحتل المكان الذي يليق بها في صدر البيت ، ليس للزينة فحسب ، بل كي يغترف منه الشريكان ما يعين على استمرار الحياة ، والعشق أيضا،.

قالت الزوجة مرة: ألا يسعى البعض اليوم لشراء الأنتيكات ، أو للتعتيق ، حتى ولو كانت الأشياء جديدة أصلا ، فما بالك إذا كانت معتقة أصلا ، أو قل مخمرة في خوابي الزمن؟ لم لا نرممها؟ قلت: فكرة جيدة ، لم لا نفعلها مع صندوق عرسنا؟ انفرجت الأسارير ، ووقعنا على شيء جميل نفعله،.

و..سرحت بنظري إلى ماض بعيد قبل عقود ثلاثة: كنت قبل دخول "صندوق العًرْس" أنتظر لحظة لقائها كأن بي مسّا ، لا أستقر على حال ، أستعجل الساعات ، أعد تكات الثواني ، ليتني أعرف ماذا حصل ، أين يهرب الاحتمال؟ لماذا تنطفىء جمرات الشوق؟ أهو التعود؟ أم اكتشاف كل شيء ، فلا يعود مكان للدهشة؟ كيف ينتهي الحديث ، وتموت الكلمات قبل أن تولد؟ أين تختفي اللهفة؟ ثم يأتي هذا الإيقاع الرتيب ، ليحكم الخناق ، ويسد الآفاق،.

خردة عشق؟، اذن لست وحدي، أهي مشكلة قومية؟ بل كونية؟ كيف يحتمل الناس "شقيقات الروح" وحبيبات القلب ، وبقية الأوصاف المبهجة التي يضفيها العشاق على بعضهم في مرحلة الخطبة؟ أين يمضي كل ذلك الاحتفال المهيب ، الغناء والرقص ، وتلك البذلة السوداء الجميلة ، والفستان الأبيض المضمخ بالعطر والوعود الحمراء والزهرية؟ أين تضيع كل الأمنيات والمباركات الجميلة؟ هل يثبت منها شيء؟ هل يتحقق نصفها أو حتى واحد على مليون منها؟.

كانت تلك مشاعر عام مضى ، بعد أن كدت أنا شخصيا أتحول إلى خردة ، أما الآن ، فلي شأن آخر ، ثلاثون عاما ، عتقت تجربة إنسانية ثرية ، وعشرة عمر لا تنتهي ، بل تشتعل حين تشرق عليها كلمات نورانية تغطي الآفاق ، "وَمًنْ آيَاتًهً أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مًنْ أَنْفُسًكُمْ أَزْوَاجًا لًتَسْكُنُوا إًلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً" ، فيُضيء صندوق العرس ، وتتحول الخردة إلى جواهر متلألئة ، تعيد ذكريات ليلة -أو ليالي - الزفاف الأولى ، وأجدني أردد دون وعي مع مظفر النواب: أحبك من كنت ياسمر جنين،.

الدستور



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات