المرصد السوري مصنع أكاذيب!

فضيحة الإعلام الغربي الذي صدّق وردد أكاذيب أحمد الجلبي حول ما كان يجري في العراق تتكرر الآن عندما يصدق الإعلام الغربي ويردد أكاذيب رامي عبد الرحمن ، الذي يسمي نفسه المرصد السوري لحقوق الإنسان.
أكاذيب الجلبي انكشفت ، ولكن بعد خراب البصرة ، أما أكاذيب المرصد السوري المزعوم فما زالت تحظى بالشعبية ، وترددها وسائل الإعلام الغربية ، وكأنها صادرة من جهة ذات مصداقية ، ودون أن تكلف نفسها عناء اختبار صدقية المركز.
المرصد السوري لحقوق الإنسان لا علاقة له بحقوق الإنسان ، ولا وجود له أصلاً ، ذلك أن صاحبه رامي عبد الرحمن يعمل منفرداً وليس لديه مساعدون أو خبراء أو مراسلون ، وهو يعمل من غرفة مستأجرة في عمارة بلندن ولا مورد له غير ما قد تغدقه عليه جهات معينة لتغذية وسائل الإعلام لتنشر باسمه ما تشاء من أخبار.
يبدو كأن عبد الرحمن سوبرمان ، يعرف كل ما يحدث في سوريا بالتفصيل وفي لحظة حدوثه ، وإذا حدثت غارة على واحدة من آلاف القرى والمدن والمواقع السورية فإنه يعلن على الفور عدد القتلى والمصابين وأوصافهم ، وكأن لديه شبكة من المراسلين الموزعين على جميع القرى والمدن والمطارات والمواقع ، وما أن تحصل ضربة حتى يكون مندوبوه قد أحصوا الخسائر البشرية والمادية.
غطى المرصد السوري غارة جوية على ضواحي حمص بعد ساعة من وقوعها فقال إن عدد القتلى 30 بينهم 12 إمرأة و8 أطفال ، أما الغارة فقد نسبها المرصد إلى الطيران الروسي في الخبر باللغة الانجليزية لاستعمال وسائل الإعلام الغربية ، ونسبها إلى طيران النظام في الخبر باللغة العربية لاستعمال الفضائيات العربية!.
رامي عبد الرحمن غادر سوريا منذ 15 عاماً ، ومصدره للمعلومات خياله الواسع وما تدسه أدوات الحرب النفسية.
يقول محرر نيويورك تايمز إن وسيلة الإعلام (المحترمة) يجب أن تتأكد من صحة الخبر من مصدرين على الأقل قبل نشره ، فهل تأكدت وسائل الإعلام الغربية من صحة أخبار المركز وتقاريره أم انها ليست محترمة!.
نلوم بشكل خاص إذاعة وتلفزيون BBC التي تنشر تصريحات المركز السوري بجميع اللغات وتظن أنها تغطي نفسها عندما تصف المركز بالمعارض ، وكأن هذه الصفة تشكل تحذيراً كافياً للمستمع أو المشاهد.
(الرأي 2015-10-12)