هل حقا ننتظر شيئا ؟!

تم نشره الأحد 09 أيّار / مايو 2010 05:39 صباحاً
هل حقا ننتظر شيئا ؟!
خالد محادين
بعد ايام ، ايام فقط نجلس عربا ومسلمين مع ذكرى نكبتنا باغتصاب فلسطين ومعنا كل الخيرين في عالم تحكمه الغطرسة والوحشية والرغبة في ابادة الاخرين، وبعد ايام وايام فقط، يقف العدو الصهيوني بكامل عنصريته وضلاله وعنجهيته فوق جبال أحزاننا ومآسينا، يحتفل باقامة كيانه غير الشرعي على أرض عربية واسلامية بينما مجتمع الاشرار الدولي يشاركه الاحتفال الموجع.

وبعد ايام، وايام فقط، تتوقع الاغلبية منا ومن الاخرين ان يتم استئناف المفاوضات غير المباشرة بين القاتل والقتيل، وبين الضحية والجلاد، وبين الموت والحياة، ومع ان المفاوضات - مباشرة او غير مباشرة - تدخل عقدها السادس، لكن جنديا صهيونيا واحدا لم ينسحب من شبر فلسطيني واحد، ويصعب تحديد الاكثر حماسا في احتراف التفاوض الطرف الفلسطيني أم الطرف الصهيوني، وفي ظل هذا التفاوض لا يتوقف العدو عن اطلاق الصواريخ والقذائف لا في الهواء ولكن في اتجاه صدورنا مرة في لبنان ومرة في فلسطين ومرة في العراق ومرة في سوريا ومرة في السودان ومرة في تونس ومرة في مصر، ثم الدعوة الى مفاوضات جديدة على ذات الطريق، وبذات المواصفات وتؤدي الى لا شيء كما في كل مرة.

عندما صدر القرار رقم 242 ارسل الامين العام للامم المتحدة الوسيط السويدي غونار يترنغ لمتابعة تنفيذ القرار، رأى العدو ان القرار وفق الصيغة البريطانية الخبيثة يتحدث عن (انسحاب من اراض عربية) ورأينا ومعنا المجتمع الدولي بشريعته وميثاقه ومبادئه ان الانسحاب يعني الانسحاب الكامل من كل الاراضي المحتلة، وبعد سبع جولات في المنطقة عاد الوسيط الدولي «يارنغ» الى بيته بعد ان هزمه التعنت الصهيوني، وقبل اربعة اعوام توفي الرجل السويدي الوسيط عن تسعين عاماً دون ان يرى انسحاباً يتحقق او سلاماً يتحقق او شرعية دولية تفرض على العدو قبوله بها والتزامه بها.

كرّت المسبحة عبر اكثر من اربعين عاماً، لم يعد هناك وسطاء محايدون يختارهم امين عام الامم المتحدة، وخلال العقود الاخيرة انفردت واشنطن بالمهمة، فزادت الأمور تعقيداً، كما زاد الموقف الصهيوني تصلباً بعد ان وجد الاميركيين والاوروبيين الى جانبه يمدونه بالمال والسلاح ويغطون على كل جرائمه العنصرية بحق المدن العربية والاطفال والنساء العرب ونحو البيوت ونحو الحصار ونحو الانفراد الوحشي بارض وفضاء وبحار الشرق الاوسط.

والسؤال الان هل لدى الاسرة الانسانية امين عام للامم المتحدة لا يضع نفسه في خدمة الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين؟ وهل لدينا امين عام لجامعة الدول العربية زار بيروت اكثر من عشر مرات ولم يزر غزة او الضفة الغربية او اليمن او الصومال مرة واحدة؟ ثم لماذا نواصل الوهم بالرهان على مفاوضات مباشرة او غير مباشرة مع عدو يرى وطنه من النيل الى الفرات وليس من البحر الى النهر.

إذا بدأت المفاوضات غير المباشرة بين العدو وبين الجانب الفلسطيني قبل 15 ايار (ذكرى النكبة) فربما تتوقف لانشغال العدو باحتفالاته البهيجة ولانشغالنا بالبكاء بين يدي وامام الابواب المغلقة، ثم نعود للتفاوض، حيث لا فرق بين ان يكون مباشرا او غير مباشر، والى الاحتكام لجورج ميتشيل مبعوث العناية الاميركية، واتمنى ان تطول سنوات وسنوات لان نهايتها ستضعنا للمرة الخمسين امام الرهان ذاته على تحقيق المستحيلات العشرة بالحوار عبر الفاكس او الوسيط او رسائل الـSMS، حيث لا تكون النتيجة صفراً وصفراً وصفراً.

الراي


مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات