المدينه نيوز في لقاء مع العالم الدكتور محمد باسل الطائي
المدينه نيوز - خاص - عبدالرحيم غنام - على هامش انعقاد اليوم العلمي لقسم اللغة العربية في كلية الآداب في جامعة جدارا التقت "المدينه نيوز" العالم الأستاذ الدكتور محمد باسل الطائي والذي قد القى محاضرة بعنوان "نحو فلسفة إسلامية للعلوم الطبيعية " تسأل عن ما هية ضرورة الفلسفة والإعتناء بها ومواصلة الإهتمام بها وإقالها للمواطنين ؟
• مما ورد في محاضرتك المشوقة والغنية بالمعلومات المهمة انه شهدت الساحة العربية والإسلامية صراعابين الفلاسفة والفقهاء هل أثر ذاك الصراع سلبيا على إنتشار علم الفلسفة في الساحة العلمية العربية او الإسلامية ؟
- نعم شهدت الساحة العربية والاسلامية حالات من الصراع والتجاذب والخلافات وصلت الى حدود إتهام الفلاسفة بالكثير من التهم التي تدين علماء الفلسفة ، وأضاف يقول في تراثنا صراع مرير بين الفلاسفة والفقهاء فالفلسفة التي عرفها العرب هي نتاج العقل اليوناني والتأمل الحر الذي أراد أن يصل بالمعلومات الجزئية عن العالم والإنسان إلى مراتب العرفان الكلي والمعرفة الشمولية التي تكشف القوانين أو القانون الموحد لكل ظاهرات العالم ومظاهر الإنسان.
*ما ألأسباب المباشرة لهذا الصراع المرير بين علماء الفقه والفلاسفة ؟
- أن قبول النمط اليوناني في التفكير في ظل رسوخ العقيدة الإسلامية تأسست بتوافق شبه تام بينها وبين أسس العقل العربي (وكذلك جعلناه قراناً عربياً) ولم يكن سهلا بل وجد مقاومة شديدة خاصة من أولئك الناس الذين أدركوا بعمق ما تقصد إليه العقيدة في ثوابتها وما تقرره من منطلقاتها وما تستهدفه في غاياتها ونتائجها وأكد على ان أسباب ودوافع ذلك الصراع المرير بين الفلسفة والفقه ،وقال انني وبكل المحبة والإخلاص ادعو العلماء الدارسين لهذا التراث أن يقوموا بمراجعة نقدية بعقل حر ملتزم له ثوابته ، وأضاف وهنا ينبغي أن نتنبه إلى حقيقة واقعة وهي أن جملة العقل الإنساني هي جملة متحركة متطورة في كثير من محصلاتها وهذا العقل تراكمي في مخزونه مؤسسي في منطلقاته تكويني وتطوري في تواصلاته ونتائجه وعلى هذه الأسس تمت مراجعة علم الكلام الإسلامي
*ما الهدف الذي من اجله بدات دعوة الدارسين للتراث ان يقوموا بمراجعة نقدية وبعقل حر وملتزم له ثوابته ؟
- لهذه الدعوة أكثر من هدف .. أنا لا استهدف من هذه الدعوة البحث في الماضي فحسب وإنما في المستقبل فربما تستطيع ان تسهم في تطوير واقع الأمة وتنير الطريق لها لتجد لها مقعداً مميزاً بين أمم العالم المعاصر .وبين العوامل الموضوعية وراء اختيار المنهج الإسلامي لفلسفة العلوم الطبيعية والتي تتمثل بان الصياغة الإسلامية للعقيدة وللرؤية الكونية هي الأكثر توافقا مع أصول وفضول عقلنا العربي وان مبادئ الرؤية الكونية الإسلامية المتمثلة بمبادئ (دقيق الكلام) إنما يتفق في كثير من جوانبها مع الرؤية الكونية العلمية ،
وأضاف الطائي قائلا : أن حل معضلة التناقض الظاهري بين العلم والدين في الإسلام هو بإعادة فهم المعطي (الوحي) الديني بتحكم العقل والسماح للعقل باستشراف آفاق جديدة في الفهم لا تقف عند حدود المحسوس والمنظور بل تتعداها إلى ما هو لا محسوس ولا منظور وهذا ما تقره الفيزياء الحديثة .
