تورّم الذات في المشروع الإسلامي

تم نشره الثلاثاء 11 أيّار / مايو 2010 05:18 صباحاً
تورّم الذات في المشروع الإسلامي
ياسر ابو هلالة

عندما يشتغل الإسلاميون في السياسة فهم لا يختلفون عن أي تيار دنيوي آخر؛ يخطئون ويصيبون، يخفقون وينجحون، وليسوا محصنين من العلل التي تصيب العامة من جنون البقر إلى جنون العظمة. الفرق بينهم وبين غيرهم أن محاسبتهم أشد، إذ تستخدم فيها معايير إضافية من خلال قيم الدين التي يفترض بمن يؤمن بها أن يكون أرقى من حيث السوية الأخلاقية، لأنه يريد المطامح الآجلة عند الله لا العاجلة عند عباد الله.

في أفغانستان قصف ابن الحركة الإسلامية حكمتيار كابول بصواريخ لم يقصفها بمثلها السوفييت الغزاة، لأن ابن الحركة الإسلامية أحمد شاه مسعود دخلها قبله، وهما في حينها جسدا انقسام الحركة الإسلامية بجناحيها البشتوني والطاجيكي، وفي السودان وضع البشير شيخه حسن الترابي في السجن بضع سنين لأنه حاول أن يجري تداولا للسلطة ولو في إطار الحركة الإسلامية.

في المقابل شكلت تركيا تطورا فريدا، فالشباب الذين انقلبوا على شيخهم أربكان، قدموا نموذجا في تداول السلطة، وشهدنا كيف سلَم عبدالله غول السلطة لأردوغان عقب عودته إلى العمل السياسي.

وفي الأردن خلال السنوات الذهبية للتحول الديمقراطي (1989 إلى 1993) شهدنا نماذج رفيعة في التعفف عن مغانم الوزارة، وربما كانت من نوادر التاريخ أن يعطي حزب الثقة لحكومة على برنامجها من دون أن يشارك فيها.

اليوم تشهد الحركة الإسلامية مأساة لا تنعكس على أنصارها ومحبيها بقدر ما تضرب سوق السياسة الكاسد والمنهار ابتداء. فتورّم الذات جعل مصلحة فرد أو أفراد مقدمة على المشروع الإسلامي بعامة، وهذه أزمة قيم تعبر عن أنانية غير معهودة في الحركة الإسلامية.

تحتاج الحركة الإسلامية إلى تقديم أدنى درجات التضحية لتحافظ على العمل السياسي في البلاد، تماما كما تحافظ على مشروعها. ولتقف وقفة صدق مع نفسها، ماذا جنت بعد حل مجلس الشورى والإطاحة بالمراقب العام السابق؟ أين الصقورية والمواقف الصلبة التي وعدت بها القواعد؟ دخلت الحركة في غيبوبة، ولم نشهد تحركا في أي ملف، وخصوصا ملف جمعية المركز الإسلامي، ولم نسمع صوتا في أي قضية عامة (آخرها بيان المتقاعدين العسكريين!)

يُتهم همام سعيد بأنه متشدد من أطراف رسمية وداخل الحركة الإسلامية، وخلال الفترة الماضية بدا أنه يحاول إثبات العكس، وهو ما قد يتكرر مع زكي بني ارشيد "منزوع الدسم" حسب نبوءة، بسام بدارين، في القدس العربي من خلال "نسخة جديدة من الشيخ الإشكالي".

وتتساءل الصحيفة إن كانت الحكومة ستقبل بهذه النسخة؟ ليس مهما موقف الحكومة وهي لن تغير الخط العام المتبع منذ العام 1993. المهم هو موقف أنصار الحركة الذين سيجدون في جماعات التشدد تعبيرا عن سخطهم، وتجسيدا لقيم الدين في عدم التكالب على جيفة السلطة.

الغد


مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات