الامن العام... التغيير في ظروف حرجة

تم نشره الثلاثاء 11 أيّار / مايو 2010 05:26 صباحاً
الامن العام... التغيير في ظروف حرجة
فهد الخيطان

اللواء المجالي سيكون تحت اضواء كاشفة ومهمات ثقيلة تفوق قدرة الجهاز .

معارف واصدقاء مدير الامن العام الجديد اللواء حسين المجالي يجمعون على حسن مناقبه القيادية والشخصية. وسيرة الرجل المهنية لا تترك مجالا للشك بكفاءته العسكرية. فقد تقلب في عدة مواقع في القوات المسلحة وهو ليس اول مدير للامن العام من خارج الجهاز فقد سبق ان تولى الموقع عدد من المتقاعدين العسكريين كان آخرهم المرحوم محمد ماجد العيطان.

لن يبدأ اللواء المجالي مهمته من نقطة الصفر فجهاز الامن العام شهد تطورا كبيرا في السنوات الاخيرة طال كل اداراته, ولعب المدير السابق الفريق مازن تركي القاضي دورا مهما في عملية التطوير واستطاع ان يحقق انجازات ملموسة في خطة اصلاح السجون وتحسين مستوى الاداء العام ومكافحة الجريمة والمخدرات والعصابات المنظمة وتنظيف البؤر الساخنة وتقليص ظاهرة المطلوبين الفارين. وفي عهده تضخم جهاز الامن العام وزاد عديده على 60 الفا.

لكن التغيير في قيادة الامن العام جرى في لحظة فارقة وحساسة يثور فيها الجدل حول مدى التزام افراده بتطبيق القانون من دون تعسف او انتهاك لحقوق المواطنين وقد ارتبط هذا الجدل بسلسلة من الحوادث الملتبسة في الاغوار الشمالية ومنطقة ام السماق كان الامن العام طرفا مباشرا فيها. كما تزامن التغيير مع اتساع ظاهرة العنف المجتمعي والقلق المتزايد من تأثيرها على السلم المجتمعي والاستقرار الامني وهيبة الدولة واجهزتها.

الامن العام ليس مسؤولا مباشرا عن تزايد جرائم القتل ولا عن العنف الذي يصاحبها وكان الفريق القاضي مصيبا في تشخيصه للوضع عندما اشار اكثر من مرة الى ان الامن العام يتحمل النتائج المترتبة عن المشاكل السياسية والاقتصادية في المجتمع التي تحتاج الى معالجات تتجاوز الحلول الامنية.

ولهذا لا يستطيع جهاز الامن العام ان يتحمل المسؤولية عن تقصير السياسيين والمؤسسات الحكومية المعنية وتراجع نفوذ القيادات العشائرية.

المدير الجديد للجهاز سيكون في المرحلة المقبلة تحت اضواء كاشفة وينتظر الرأي العام ووسائل الاعلام ان يسمعا منه رؤية متكاملة عن دور الامن العام في ظروف بالغة الحساسية وتصوراته لمعالجة الاختلالات في الاداء, ومدى قدرته على احتواء التداعيات التي اصبحت ترافق كل جريمة تقع, وتجنب الاخطاء الميدانية التي ساهمت في بعض الاحيان بتأزيم الموقف وانفجار اعمال العنف.

ان من بين الامور التي اضرت بسمعة الجهاز في الآونة الاخيرة هو تردد المسؤولين عن الاعتراف بالاخطاء المرتكبة من قبل منتسبي الامن العام والتأخر في اتخاذ الاجراءات اللازمة بحق هؤلاء وعدم جدية لجان التحقيق الداخلية مع ان الادارة السابقة سجلت ارقاما قياسية في عدد الضابط والافراد الذين تم اتخاذ العقوبات بحقهم.

كما لاحظ المراقبون ان حملات التقاعد الجماعية التي شهدها الجهاز احدثت ارباكا وظيفيا انعكس سلبا على الاداء العام للعاملين.

لا نعرف ماذا يدور في ذهن المجالي وهو يتولى موقعه الجديد لكنه وبلا شك يدرك ان المهمة ثقيلة وتأتي في ظرف حساس يتطلب منه اجتراح حلول خلاقة لمشكلات عويصة.. وعليه ان يدرك منذ الآن ان دور المؤسسات من حوله لن يكون افضل مما كان عليه ايام الفريق مازن القاضي.

العرب اليوم



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات