كلام في مازن القاضي

تم نشره الثلاثاء 11 أيّار / مايو 2010 05:30 صباحاً
كلام في مازن القاضي
ماهر ابو طير

خرج الفريق مازن القاضي من موقعه ، وهو امر عادي جدا ، وهذا هو حال الدنيا ، ولم يكن القاضي يتوقع ان يتم تخليده في موقعه لالف عام مقبلة.

تسييس خروج الرجل من موقعه ، امر غير مناسب ، وتحميله مسؤولية ملفات كثيرة فيه مبالغة ، فهو لم يكن مسؤولا عن المشادات الفردية والعشائرية ، وهو ايضا ، كان يدفع الكلفة لو طبق معايير الامن العام كاملة ، فيخرج عليه دعاة حقوق الانسان ، ولو خفف المعايير لاتهمه البعض بالتراخي ، وُمداراة الغاضبين ، وهو وضع شائك ، لا بد لنا من حسمه ، لان كل مسؤول لاحق سيتم اخضاعه لذات المعادلة المتقلبة ، سيتأثر سلبا وبشدة قرار شكل واسلوب ادارة اي ازمة لا ينبع من مكتب مدير الامن العام ، فهو قرار سياسي اولا واخيرا.

الفريق مازن القاضي من الشخصيات المحترمة والتي لها مكانتها العائلية والاجتماعية ، ويعز على المرء اليوم ، ان لا يسمع سوى الاراء القادحة لمرحلة مضت ، برغم ان كلنا يعرف ان الامن العام جهاز يمنع الجريمة بشكل مسبق في حالات ، ويتدخل عند وقوعها في حالات اخرى ، واذا كانت هناك اسباب لكثير من السلبيات ، فمردها الى الاداء السياسي للحكومات ، والوضع الاقتصادي ، وبسبب تقلب الوصفات التي يتم اللجوء اليها في معالجة المشاكل ، وارتداد كل هذه الاوضاع يظهر على مرآة الامن العام ، الذي تأتيه فاتورة الوضع الاجتماعي وعليه دفعها.

اشير الى حادثين اولهما اعتصام عمال المياومة قبل اسابيع امام الزراعة واغلاقهم بشكل جزئي للطريق ، وعدم مس العمال من الجهاز ، فخرج من يقول ان الامن العام يدّلل العمال ويتركهم ، ويتسبب بفوضى ، بدلا من قمع العمال ، وفي حادثة ثانية ، تم انهاء الاعتصام بالقوة ، امام وزارة الزراعة ، قبل ايام ، وخرج من يقول ان الامن العام يقمع الناس ولا يراعي حقوق العمال ، وينسى كثيرون ان الجهاز لايتحمل اي مسؤولية في الحالتين ، لانه تنفيذي.

لا ندافع عن الشخص ، فواجبه ان يخدم بلده ، والقصة تتعلق بكيفية تفسيراتنا للاشياء ، واذا كنا ندين اي ممارسة سلبية لرجل الامن العام في مراكز الامن او في قصص التعذيب او في معاملة الناس ، او الهجوم عليهم بالمخالفات ، وغير ذلك من قصص ، فاننا في ذات الوقت ندين اعتداء الناس على رجال الامن العام ، من اطلاق الرصاص عليهم ، وحرق سياراتهم ، وضربهم في حالات اخرى على يد نواب سابقين ومواطنين ، وتهديد كل رجل امن عام باسم اي متنفذ ، ويقال لرجل الامن العام في كل مكان "انت ما بتعرف مع مين بتحكي" الى اخر هذه الموشحات ، التي تثبت ان الخلل ليس في الجهاز وحده ، وانما في اسلوب تعامل الجمهور ايضا ، ولعل حرق الاكشاك الامنية ، وقتل الشرطة ، لايختلف عن اطلاق الرصاص ظلما على اي مواطن ، في حالات اخرى.

القضية متشابكة ، ولا يمكن ان نأخذها بأتجاه واحد نبني عليه الروايات.

المدير السابق ، انجز في ملفات كثيرة ، وسط ظروف شائكة ، وها هو مدير جديد قد حل في الجهاز ، وكل ما نتمناه له النجاح ، واعادة مراجعة كل الخطط ، وان لا يسمح ايضا في مرحلته ان تكون ادانة لمرحلة سابقيه ، كما يفعل مسؤولون كثيرون ، ولعل اللواء حسين هزاع المجالي بخبرته العسكرية والدبلوماسية ، وقربه الاجتماعي من الناس ، وجراء مرافقته للملك الراحل قادر على انتاج معادلة جديدة ، نحافظ فيها على هيبة الجهاز والشرطة ، دون ان يتم ذلك على حساب حقوق الناس في حياتهم ، وهي مهمة كبيرة وصعبة ، بحاجة الى اسناد مالي وسياسي ومعنوي وبشري.

لكل مؤسسة اخطاء ، والتقييم لا يخضع لاعتبارات شخصية او مزاجية او كيدية ، فلا موقع اليوم بمنأى عن تأثيرات كل الظروف التي نحن فيها ، والتي من حولنا وحوالينا.
 
الدستور



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات