مشروع الزراعة المائية تجربة ناجحة في توفير المياه وزيادة الإنتاج

المدينة نيوز - : يعد مشروع الزراعة المائية من المبادرات الناجحة للمزارعين، التي تسهم في تحسين الإنتاج وتوفير كميات من المياه وفق تقنيات زراعية حديثة.
ويهدف المشروع الذي تنفذه شركة "ايكو كونسلت" الاردنية بدعم من الوكالة الاميركية للتنمية الدولية لرفع كفاءة استخدام المياه في الزراعة عن طريق نشر وتطبيق تقنية الزراعة المائية واستخدام مصادر طاقة طبيعية وصديقة للبيئة كالطاقة الشمسية لتشغيل أنظمة الزراعة المائية عند الحاجة ومساعدة القطاع الزراعي على الاستمرار في الانتاج باستخدام كميات مياه أقل، بحسب مدير المشروع المهندس ليث الواكد.
ويقوم المشروع على عمل تجارب في المزارع وتقديم المشورة الفنية للمزارعين مجاناً من قبل خبراء من جامعة فاخن انجن الهولندية للحصول على أفضل النتائج وبالذات في زراعة الخضروات بشكل عام والورقيات والنباتات الطبية بخاصة.
ويشير إلى المحاصيل التي تم العمل عليها وتسهم في توفير المياه حيث أظهرت التجارب ان نسبة التوفير في محاصيل البندورة – العروة الصيفية بلغت 70بالمئة من المياه، فيما بلغت نسبة كمية الانتاج 100 بالمئة من الزراعة التقليدية، والخيار – العروة الصيفية بنسبة 70 بالمئة وانتاج 100 بالمئة من الزراعة التقليدية، والبندورة الكرزية – العروة الصيفية وفرت مياه بنسبة 70 بالمئة وانتاج 120 بالمئة من الزراعة التقليدية.
كما اظهرت التجارب أيضاً كمية التوفير من المياه لمحاصيل الفلفل الحلو والحار- العروة الشتوية بنسبة 45 بالمئة من المياه وانتاج 140 بالمئة من الزراعة التقليدية والخس (جميع الاوقات) بنسبة 90 بالمئة من المياه ، والزعتر توفير الثلث في المياه وانتاج أعلى بـ 40 بالمئة.
ويوضح الواكد أن المشروع يقوم على عمل حقل في مختلف المناطق حيث تتم دعوة المزارعين والمرشدين الزراعيين من القطاعين الحكومي والخاص للاطلاع على التجارب والاستماع مباشرة من المزارعين الممارسين لهذا النوع من التقنيات، مشيراً الى ان دول العالم المعروفة في الانتاج الزراعي المميز تنتج عن طريق الزراعة المائية منتوجاتها رغم توفر المياه.
ودعا الحكومة لإطلاق برنامج وطني شامل لتحويل زراعة الخضروات الى زراعات مائية الامر الذي يساهم في توفير ما لا يقل عن 50 مليون متر مكعب من المياه.
ويوضح الاستاذ المساعد في جامعة البلقاء التطبيقية / قسم العلوم الطبية المساندة الدكتور حسين الهروط، امكانية نمو النباتات الأرضية وجذورها منغمسة في محلول معدنى مغذ أو في وسط خامل مثل "البرليت، الفيرموكيوليت"، أو الصوف المعدني، حيث يوجد العديد من تقنيات الزراعة بدون تربة.
ويشير الى أن العلماء اهتموا بهذه الزراعة بعد ظهور المشاكل المتعلقة بها من أمراض، وأعشاب، وزيادة الملوحة، حيث بدأ الباحثون في قطاع العلوم الزراعية وضع حلول بديلة عن استخدام التربة في الزراعة، فقاموا بأجراء الأبحاث على عدد من المواد التي يمكن أن تكون بديلة مثل البيتموس، البيرليت، الصوف الصخري والحجر البركاني المتواجد في المدينة المنورة وشمال شرق الأردن، وغرب العراق .
ويتميز هذا النوع من الزراعة وفق الهروط، بإمكانية الزراعة في أي مكان بغض النظر عن طبيعة التربة الموجودة في المنطقة،وتوفير استخدام الماء والأسمدة لعدم وجود فاقد في التربة، حيث يتم إعادة استخدام الماء الزائد عن حاجة النبات ، وكذلك التقليل من استخدام المبيدات وخاصة المستخدمة لمكافحة الحشرات، والفطريات، والنيماتودا والأعشاب الضارة،والحصول على أعلى إنتاجية ممكنة من النبات، بحسب الهروط .
ويعمل نظام الزراعة المائية بالانابيب من خلال حوضي التغذية والتفريغ، وهما حوضان من المياه يوضع في احدهما المغذيات والاسمدة ويغذى بها النظام، بينما يستقبل حوض التفريغ المياه بعد خروجها من النظام، ويستعمل حوض واحد بحيث تخرج المياه منه وتعود اليه بعد الانتهاء من الدورة داخل النظام، ومضخة لنقل المياه عبر النظام تكون ذات قدرة منخفضة نسبيا لعدم الحاجة الى نقل المياه الى ارتفاعات عالية .
ويقول الدكتورالهروط إننا نحتاج لاستعمال الاكواع والوصلات او استعمال انابيب بقطر واحد انش، بحيث تنقل المياه من أحد خطوط الشبكة الى آخر، وأصص للزراعة تحتوي على الحصى لتثبيت الاشتال في الفتحات المعدة لذلك.
ويؤكد ضرورة تغيير المياه في النظام مرة الى مرتين اسبوعيا لضمان عدم تراكم الاملاح على جذور النبات نتيجة زيادة تركيزها في مياه الري ولزيادة محتواها من المغذيات،كما يمكن زراعة عدة اصناف من الخضروات في المدن على أسطح العمارات وفي المناطق ذات التربة الرملية غير الصالحة للزراعة كما يمكن ربط نظام الزراعة المائية ببعض احواض السمك، إذ يعمل النبات على تنقية مياه الحوض من الامونيا السامة الناتجة عن فضلات الاسماك شريطة وجود وسائل حماية للنباتات من اعتداءات الطيور واشعة الشمس المرتفعة في البيئات الصحراوية .
ويؤكد المزارع في منطقة الأغوار شحادة مراد، نجاح التجربة من حيث توفير المياه والسماد والابتعاد عن أمراض التربة وزيادة في الانتاج وتقليل كلفة "المقطع" أي بمساحة 200 متر مربع حيث يزرع محصول الفلفل الحلو ويقوم على استبداله في السنة الأخرى بمحصول البندورة.
ويضيف ان جامعة العلوم والتكنولوجيا قدمت له تجربة مماثلة وعلى مساحة أوسع بهدف التنوع في المحاصيل التي يريد زراعتها من خلال هذا النظام.
ويبين المزارع جميل حرزالله دوافع استخدامه هذا النظام الزراعي لقلة المياه واستنزاف العناصر الغذائية للأرض في حين يحتاج هذا النظام 20 بالمئة من المياه بسبب عملية التدوير لري النبتة، وتوفير 500 متر مكعب سنوياً لكل بيت بلاستيكي على مساحة نصف دونم، حيث يستهلك النمط الزراعي العادي 700 متر مكعب سنوياً.
ويضيف حرزالله ان هذا النظام ساعده في توفير أثمان التعقيم والرش والسماد واجور العمال والادوات المستخدمة في مزروعات التربة. (بترا)