القوة اليهودية الخفية

ايا كان الموقف من بعض القضايا والملفات التي تنسب الى اليهود مثل الماسونية وبروتوكولات حكماء صهيون والقوة الخفية في الولايات المتحدة وغيرها.. الا ان ثمة حقائق اخرى لا يمكن انكارها, بصرف النظر عن قدراتها وعلاقاتها الداخلية السرية, الحقيقية او الوهمية.
من هذه الحقائق ان قسما كبيرا من اليهود في العالم والتاريخ تحول (ظاهريا) عن اليهودية ودخل في ديانات اخرى طوعا او كرها لكنهم ظلوا يمارسون الختان حتى يومنا هذا..
من هؤلاء يهود الدونمة الذين اسلموا وانتشروا في المراكز التجارية التابعة للامبراطورية العثمانية ولعبوا فيما بعد دورا كبيرا في كل تحولات الدولة العثمانية, حتى ان ابا تركيا الحديثة مصطفى كمال اتاتورك الذي فرض العلمانية على تركيا والغى الحرف العربي هناك ترك في مذكراته ما يشير الى يهودية خفية تذكرنا بشيء من مذكرات فرويد.
ومن هؤلاء اليهود ايضا يهود المارانوا الذين تشكلوا وتحولوا الى الكاثوليكية بالقوة, بعد هزيمة العرب في الاندلس وانخرطوا في حركة اليسار العلماني الى ان مات فرانكو وعاد بعضهم الى يهوديته.
ومن هؤلاء ايضا المسيحيون السبتيون في الولايات المتحدة الذين تسللوا الى البروتستنتية واعادوا انتاجها كيهودية جديدة..
ومن اللافت للانتباه هنا ان مارتن لوثر ابا الاصلاح الكنسي وبعد ان اعتبر مشروعه قريبا من اليهودية وحاول دمج اليهود في هذا المشروع اكتشف متأخرا ان اليهود الذين ازدروه كان بقصد تهويد المسيحية مما جعله يفتح معركة ضدهم ويدعو الى ابادتهم.
من المبالغة فيه رد كل مؤامرات التاريخ والدسائس ليهود العالم لكن من المبالغ فيه وقلة الحكمة والحذر اهمال الدور اليهودي وطرح الاسئلة باستمرار ليس حول سبب وسر هذا الانغلاق اليهودي, فجماعات كثيرة تعتبر جامعات مغلقة ومتعصبة, لكنها لم تتورط في نشاطات هدامة سياسية او مالية ضد البشر واضافة لهذه النشاطات وكما يلاحظ المسيري الذي لا يعرف عنه اي تعصب ضد اليهود, بل يأخذ البعض عليه موضوعيته المفرطة, فان المساهمات اليهودية في الثقافة والمعرفة لم تخرج عن القوى الخفية الهدامة ايضا لا سيما مساهمات واعمال كتاب ما بعد الحداثة الكبار, دريدا وبارت وليوتار الذين تنسب لهم نهايات الايديولوجيا والهويات والدول والثقافات المركزية لا في اطار الجدل الحي للاشياء والتحولات بل في اطار الهدم والعدمية.0
الغد