زعيط ومعيط

تم نشره الخميس 13 أيّار / مايو 2010 06:44 صباحاً
زعيط ومعيط
موفق محادين

منذ الاول ابتدائي وحتى انهاء دراستي في الجامعة الاردنية عشت كل هذه السنوات في مدينة الزرقاء بعد ان (هاجر) ابي من مدينتنا الكرك خلال سنوات القحط الشهيرة وكنت مع (اصدقاء) عديدين نمضي معظم ساعات يومنا بعد المدرسة ونحن نلعب كرة القدم على مكب نفايات صغير روضناه مع الزمن حتى صار ملعبا معقولا في تلك الامسيات وكان من شلتنا صديق اسمر اشعث اغبر مثلنا تماما بل اسوأ قليلا وشاءت الصدف ان وجد هذا الصديق نفسه في بعثة دراسية جامعية في الولايات المتحدة.

وعندما عاد في زيارة لأهله وكان في السنة الثانية او الثالثة لم نعرفه وبالكاد كان يستخدم اللغة العربية بالاضافة لعادته الجديدة (الغليون) وكان شديد (التقزز) حتى من لهجة ومطبخ عائلته الفقيرة.

لم أتوقف عند هذه الحالة ربما لأنني لم اكن قد استكملت تكويني المعرفي بعد وربما لانها لم تتحول الى ظاهرة اجتماعية.. وها انا اعود اليها بعد ان اصبحت كذلك وصار من الممكن ان نسمع في قرانا حوارا بالانجليزية او الفرنسية بين اثنين من ابناء العم او الخال او القرية كما صار بعضهم بتأفف من المجدرة او المنسف او الملوخية.

بالمقابل لاحظت ان ابناء العائلات العريقة (القليلة) والتي تعود اصولها المدنية الى جدين على الاقل كانوا اكثر تواضعا واكثر احتراما للثقافة الشعبية المحلية واقل استخداما للغة الاجنبية التي يتقنونها اكثر من العربية.

ومن العجيب ان نقرأ قبل قرن كامل ويزيد مقالا لعبدالله النديم يسخر من هذه الظاهرة في مصر وكان ذلك عام 1881 في مجلته التنكيت والتبكيت, والنديم صحافي وطني شارك في الثورة العرابية ضد الاحتلال البريطاني.

يقول النديم ان فلاحا اسمه معيط رزق ولدا سماه زعيط نما وترترع في الغيط مع البهائم وكان البصل طعامه المفضل وشاءت الصدف ان يذهب زعيط (كما حدث مع صديقنا, الى اوروبا ثم يعود منها بعد عدة سنوات).

وعندما حاول والده احتضانه في ميناء الاسكندرية اثناء استقباله قال له زعيط مسألة الحضن دي قبيحه يا شيخ انتم العرب زي البهائم وعندما قدمت له والدته اكلته المفضلة القديمة البصل, قال لها زعيط هو اسمه ايه التباع اللي يدمع العينين, زعيط ومعيط ظاهرة اجتماعية سياسية وليست بعيدة عن زعيط عربي ظهر في برنامج الاتجاه المعاكس وهو يتحدث عن العروبة والوطنية باعتبارها بتاع اسمه ايه (دي موضه خلصت زمان) كما كتب عبدالله النديم في حكاية ثانية وذلك قبل قرن ويزيد كما سبق وقلت.0

العرب اليوم



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات