إعادة تأهيل الاقتصاديين

تم نشره الجمعة 14 أيّار / مايو 2010 06:10 صباحاً
إعادة تأهيل الاقتصاديين
د. فهد الفانك
نفترض مبدئياً أن الاقتصاد علم من العلوم، يدرّس في الجامعات، لكن هذا الافتراض لا يصمد أمام البحث، فإذا كان الاقتصاد علماً، فلماذا يختلف الاقتصاديون ويقدمون اجتهادات متناقضة لمواجهة نفس المشكلات؟ ولماذا يتفاءل بعضهم ويتشاءم البعض الآخر استناداً إلى نفس الظروف والمعطيات؟.

في أحسن الاحتمالات يمكن اعتبار الاقتصاد علماً رديئاً أو شبه علم، وأنه في الواقع مجرد أسلوب للتفكير والمنطق، ولا يقع إجماع الاقتصاديين إلا على عدد محدود من القوانين الثابتة التي تدخل في باب البديهيات.

لو كان الاقتصاد علماً مضبوطاً لاستطاع أهله استشراف المستقبل بدرجة عالية من الدقة، ولكنهم أول من يخطئ في التنبؤ، وأول من يُصدم ويُفاجأ بالتطورات. أما النماذج الرياضية التي يضعونها لتحديد النتائج المستقبلية، فتفشل لأنها لا تستطيع الإحاطة بجميع المتغيرات المؤثرة.

أساسيات (علم) الاقتصاد فيما يتعلق بالأسواق الحرة وخاصة البورصات، أصبحت محل شك وإعادة نظر، دون أن تحل محلها أساسيات أخرى أكثر ثباتاً.

ومن الفرضيات التي أخذ بها الاقتصاديون طويلاً، وأصبحوا الآن يشكون في حقيقتها، أن الأسواق التي تعتمد على التحركات الحرة للعرض والطلب تكون مثالية، وأن الأسعار الراهنة للأصول المالية تعكس جميع المعلومات المتوفرة والتوقعات الحكيمة، وأن المتعاملين في السوق (البورصة) يعرفون كيف يعمل الاقتصاد الوطني ولا يخدعون أنفسهم في توقعاتهم المستقبلية، وأن الأسواق الحرة مستقرة وتوازن نفسها تلقائياً.

لو كانت هذه المفاهيم صحيحة لانتفت الحاجة للقوانين والأنظمة والقيود. والإيمان الأعمى بصحتها هو الذي قاد إلى تحرير الأسواق وإلغاء اللوائح والتعليمات والشروط والممنوعات.

الأزمة العالمية انطلقت من وول ستريت، أكثر الأسواق تطوراً وتحرراً في أميركا، والأزمة الأوروبية الراهنة انطلقت شرارتها من اليونان، وفي الحالتين فشل الاقتصاديون والمؤسسات الدولية وخاصة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والبنك المركزي الأوروبي في إصدار أي تحذير مبكر قبل ووقوع الكارثة مما يدل على أن الاقتصاد لا يوفر أداة موثوقة لفهم وتوجيه الأسواق والسيطرة عليها.

الاتهامات توجه حالياً لإدارات البنوك العالمية التي سقطت وسط السوق الحرة. وإلى وكالات التصنيف الدولية التي كانت تعطي أعلى المراتب لإصدارات ومؤسسات قبيل إفلاسها، ولم تسلم من النقد مؤسسات الإشراف والرقابة الرسمية التي لم تتحرك إلى أن وقع الفاس بالراس.

ما العمل؟ هل يخضع الاقتصاديون لعملية إعادة تأهيل؟.

الراي


مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات