تمرد على ظهر السفينة بونتي

تم نشره السبت 15 أيّار / مايو 2010 04:48 صباحاً
تمرد على ظهر السفينة بونتي
موفق محادين

هل تذكرون رواية "تمرد على ظهر السفينة بونتي" التي اخرجتها هوليوود على الشاشة في عمل سينمائي ضخم, اداره مارلون براندو.

في بداية الرحلة, عبر المحيط كان العبيد والقبطان والبحارة والتقاوي يتقاسمون الماء وفق حاجة كل منهم للماء.

فالعبيد, كانوا بحاجة الى قدر كاف من الماء لادارة المجاديف العملاقة, والتقاوي كانت بحاجة الى القدر الذي يمنحها الخضرة .. والقبطان والبحارة كانوا يشربون اكثر قليلا من حاجتهم, ويبالغون في هدر الماء في الامسيات الصافية.

وعندما اخذت السفينة تجنح تحت ضغط الاعاصير والرياح, واخذت تبتعد اكثر فأكثر عن سيناريو الرحلة المرسوم, بدأت معادلة الماء, تختل اكثر فأكثر.

كانت الكميات المخصصة للعبيد, ثم للبحارة تقل ساعة فساعة, دون ان يتجرأ القبطان على تقليل الكميات المخصصة للتقاوي, ودون ان يسأل القبطان نفسه مثلا: ماذا يستفيد لو شرب العبيد والبحارة وماتت التقاوي, او كيف يواصل الابحار لو مات العبيد والبحارة وظلت التقاوي نضرة.

ورغم ان الماء ظل يتناقص باستمرار, ورغم ان المحيط غامض والبرزخ بعيد, بعيد جدا ... ظل القبطان يجمع البحارة والعبيد كل صباح لرفع السارية والعلم والنشيد للبلاط الامبراطوري وراء البحار, وتلاوة المراسيم نفسها والقسم نفسه.

ورغم ان العبيد كانوا يتناقصون فيخسر الجدافون رفيقا .. ظل القبطان مطمئنا الى عجزهم وعبوديتهم وشفاعتهم من اجل نقطة ماء تؤخر دورهم على قائمة الموتى.

لقد استأصل عقلهم بالرغيف الاول, وحولهم الى قطعان تتحرك بالغريزة وتؤدي مهامها باخلاص وولاء شديدين, تاركة مصيرها بين يدي القبطان, ولي النعمة, وصاحب الحكمة التي لا تضاهى.

ما فات القبطان, ان تحطيم العقل وحجب السياسة عن العامة, يستولد نقيضه ايضا, البيولوجيا, ويطلق الغرائز من عقالها, ويحول القطعان الجائعة الى قطعان قاتلة, تبدأ اول ما تبدأ بالذئب الاكبر.

هذا ما حدث على ظهر السفينة بونتي, وما يحدث اليوم على ظهر اكثر من سفينة في الشرق .. ذهب ذئبها بأنياب قطعانها.

انها حرب القبطان من اجل تقاوي الامبراطورية .. وحرب العبيد والبحارة من اجل البقاء, البقاء وحسب.

العرب اليوم



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات