حادثة الموقر

ما جرى في الموقر يجب ألا يأخذ أكبر من حجمه الطبيعي ومن الضروري الاكتفاء باعتباره حادثة لا تحتاج الى تحشيد وطني ندخل المجتمع في خضمها.
لاحظنا اهتماما شعبيا كبيرا عنوانه القلق وإسباغ أوصاف لسنا بحاجة لها اليوم، فنحن لسنا بحاجة الى مزيد من القلق، وعلينا ان نعتاد على الارتقاء بردود أفعالنا في وقت الأزمات.
الدولة كانت سريعة التفاعل مع الحدث ولم تسمح للوقت ان يمضي اكثر، فقد خرج علينا الدكتور محمد المومني وزير الاعلام وقدم رواية الدولة.
الرأي العام يتناول كثيرا من الروايات وتختلف ردود فعله بين متعاطف ورافض، لكنني وبأمانة الموعية أقول اننا لسنا بحاجة لمثل هذه العمليات في هذا التوقيت.
من حقنا معرفة حقيقة ما جرى، لكننا معنيون أكثر بالتماسك الوطني وتوقع ان نعيش أجواء مماثلة او أسوأ وهنا يظهر مدى حاجتنا الى اتخاذ الموقف الوطني البعيد عن القلق.
من جهة أخرى يجب على مراكز القرار في البلد البحث بشكل أعمق بمبررات الحادثة وتقديرها بأسلوب علمي وموضوعي يحفظ البلد من تكرارها.
لست مع الهيزعيات في رفض العملية، ولست مع إعطائها أكبر من حجمها؛ فبلدنا أقوى من ارتدادات مفترضة لا قيمة لها أمام تماسك الوطن وقوته.
عند سماعي الأولي عن الحادثة شعرت بأننا بغنى عنها، لكن بعد هدوء العقل أمكنني القول اننا يجب ان نتدرب على أجواء مماثلة، وان نتجاوزها بهدوء، وان نعرفها على انها لم تمس تماسكنا الأمني وقدرتنا على ضبط الايقاع.
(السبيل 2015-11-11)