الشرباتي وإخوته.. شهود وثقوا إعدامات الاحتلال بالخليل

تم نشره الثلاثاء 17 تشرين الثّاني / نوفمبر 2015 11:23 صباحاً
الشرباتي وإخوته.. شهود وثقوا إعدامات الاحتلال بالخليل
مفيد الشرباتي وصورة التقطتها بكاميرته
ضمن 300 أسرة، تعيش عائلة الشرباتي رعبا دائما بحكم اعتداءات المستوطنين المحميين بالجيش الإسرائيلي، لكنها تقاوم بطش جنود الاحتلال بتويثق جرائمهم في الخليل خصوصا الإعدمات الميدانية التي نفذوها ضد الشبان الفلسطينيين في الأسابيع الأخيرة.

المدينة نيوز - :  تقدمت عائلة الشرباتي الفلسطينية بـ200 شكوى من اعتداءات الاحتلال عليها، لكنها جميعا أهملت وما زالت تتعرض لاعتداءات المستوطنين والجيش على حد سواء.

ومنذ اندلاع هبة المسجد الأقصى في أوائل أكتوبر/تشرين الأول الماضي باتت عائلات الحاج مفيد الشرباتي وأشقاؤه تعيش ظروفا ومعاناة هي الأكثر شدة وخطرا منذ العام 1967.

وهذه الظروف تعيشها نحو 300 عائلة فلسطينية تسكن شارع الشهداء في مدينة الخليل.

ولا تكمن الخطورة في اقتحام المنازل ومهاجمتها ورشقها بالحجارة وضرب قاطنيها، فهي اعتداءات تعايش معها السكان عبر عقود. بل في مشاهد الإعدام التي تراقبها العائلة في محيط منزلها، حيث وثقت بكاميراتها ست حالات إعدام لرجال وسابعة لسيدة في الأسابيع الستة الفائتة.

وتعيش عائلة الشرباتي المكونة من ثلاثة إخوة لديهم 11 طفلا في شارع الشهداء المغلق أمام الفلسطينيين منذ نحو عقدين، ويتحرك أفرادها بتصاريح إسرائيلية خاصة، بينما يحظر على غيرهم التواجد في منازلهم بحجة أن منطقتهم مغلقة عسكريا.

مفيد الشرباتي يخشى من حرق المستوطنين لعائلته على غرار ما فعلوا بعائلة الدوابشة (الجزيرة نت)

سيناريو الدوابشة

الوصول إلى منزل عائلة الشرباتي فيه كثير من المخاطرة خاصة لغير سكان المنطقة، حيث يتوجب تسلق الجدران واجتياز أسلاك شائكة، واستخدام دروب استحدثها السكان على أسطح ومن بين منازلهم المشيدة منذ عقود ولا يسمح لهم بترميمها أو البناء عليها.

وأكثر ما يخشاه الحاج مفيد الشرباتي أن ينفذ الاحتلال في أسرته سيناريو مأساة عائلة الدوابشة التي أحرق المستوطنون منزلها في بلدة دوما شمال الضفة أواخر يوليو/تموز الماضي، مما أدى لمقتل معظمهم وبينهم طفل رضيع هز حرقه العالم.

وخشية مهاجمتهم على حين غرة، يتناوب الشرباتي وأشقاؤه على حراسة المنزل ومتابعة تحركات المستوطنين على مدار الساعة.

ويروي الشرباتي تجربة طويلة ومريرة نقل خلالها وعدد من أفراد عائلته إلى المستشفيات، ولكنه يصف مشاهد الإعدام الأخيرة في محيط منزله بأنها "قفزة في حجم الخطر المحدق بالعائلة".

ويشير إلى نجاة ابنه (10 سنوات) من إطلاق النار عليه أثناء تصويره لعملية إعدام الشاب باسل سدر قبل نحو شهر.

حالة رعب

وتستعين عائلة الشرباتي وأسر أخرى في الخليل بكاميرات زودتهم بها منظمة بتسيلم الحقوقية الإسرائيلية لتوثيق اعتداءات المستوطنين والجيش، لكن معداتهم تتعرض للتحطيم والمصادرة في كل اقتحام للجيش.

من جهته، وثق شقيقه الحاج زيدان حادثة إعدام الشاب فضل القواسمي ووضع سكين قرب جثته.

ويقول إن الوضع مأساوي حيث يعيش الأطفال حالة رعب ولا يستطيع السكان توفير احتياجاتهم المنزلية إلا بشكل محدود أو عبر حاجز عسكري وتفتيش مهين.

وذكر أن منطقة شارع الشهداء مسجلة منطقة عسكرية مغلقة يحظر على غير سكانها دخولها بما في ذلك الأقارب.

وأشار إلى تقييد السكان مؤخرا في سجلات والتعامل معهم على الحواجز القريبة كأرقام، وفي حال نسي أحدهم رقمه يمنع من التنقل.

أما الطفل عمرو الشرباتي فلا ينسى حالة الرعب التي عاشها حين صوب مستوطن بندقيته نحو وهاجمه بعد قيامه بتصوير عملية إعدام الشاب باسل سدر.

ويضيف أن وجود السكان وتصديهم للمستوطن حال دون إطلاق النار، ومع ذلك تمت مهاجمة المنزل ومحاصرته لأكثر من عشر ساعات بهدف مصادرة التصوير.

احتكاك وصمود

بدوره يقول منسق تجمع شباب ضد الاستيطان عيسى عمرو إن نحو 300 عائلة تعيش نفس الظروف التي تعيشها عائلة الشرباتي، مشيرا إلى احتكاكهم المباشر مع المستوطنين والجيش ومع ذلك صمدوا في منازلهم.

وقال إن إجراءات الاحتلال ونشر الحواجز والنقاط العسكرية في محيط المنازل وعلى أسطحها جعل الحياة شبه مستحيلة في منطقة شارع الشهداء ومحيط المسجد الإبراهيمي.

ويضيف أن الاحتلال يرمي من وراء هذه الإجراءات لدفع السكان إلى الرحيل وتهويد المنطقة وتوسيع البؤر الاستيطانية، لكنه يرى بقاء السكان هو صمام الأمان لحماية المنطقة.

وأشار عمرو إلى أهمية الكاميرات في توثيق اعتداءات الاحتلال، مشيرا إلى أن التجمع تمكن من تدويل حالات الإعدام ورفع قضايا ضد جنود الاحتلال في محاكم بريطانية، وإجبار جيش الاحتلال على تغيير روايته خاصة بشأن إعدام الشابة هديل الهشلمون، التي عاد الجيش وقال إن إطلاق النار عليها كان خطأ.

الجزيرة

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات