هل سترسل عمان سفيراً الى دمشق؟!

تم نشره الجمعة 20 تشرين الثّاني / نوفمبر 2015 01:47 صباحاً
هل سترسل عمان سفيراً الى دمشق؟!
ماهر ابو طير

تتسرب مفردات ناعمة في الصياغات السياسية للمسؤولين الرسميين في الاردن، هذه الفترة، عند الكلام عن سورية، ويتخفى الغزل المبطن في السياقات. برغم ان الكلام هو عن البلد، لا عن النظام، الا ان ارتداد المفردات يعني النظام بطريقة غير مباشرة، في سياق احماء مبكر لغزل اوسع مقبل على الطريق. هذا مجرد ظن، وبعض الظن اثم، لكننا نسأل عما اذا كانت عمان تعتزم اعادة سفيرها لدى دمشق الرسمية، خلال الفترة المقبلة، واذا ماكانت دمشق سوف ترسل سفيرا تستقبله عمان، في سياقات التوطئة للفترة المقبلة، اذا ثبتت وصفة جنيف الاخيرة ولم يتم تفجيرها من الداخل العربي والسوري، وهو تفجير محتمل الى حد كبير. علينا ان نتحدث بصراحة، الاردن على علاقة ايجابية بالاميركان والروس في ذات الوقت، ولكل طرف وصفته تجاه الازمة السورية، تجعل العلاقات بين عمان ودمشق على صلة بالمواقف الدولية، فألى اين سوف تذهب في عمان في مواقفها هنا، خصوصا، ان عمان بعد تفجيرات باريس من جهة، وماحدث في جنيف، ودور الاردن في تصنيف المنظمات المتشددة، ستجد نفسها امام مسرب قد يأخذها لاحماء العلاقات الرسمية مع دمشق، التي تم التمديد لرئيسها لمنتصف 2017 حتى الان، ومن الممكن ان يعود رئيسا بأنتخابات نزيهة او غير نزيهة. الجانب الاخر يتعلق بتأثر الاردن بمواقف دول عربية كبرى محورية، فالاردن يقف بين نقيضين، لان هناك دولة عربية كبرى لاتريد الاسد ولانظامه، وقد تعمل لافشال جنيف بكل الوسائل، وهي لاترغب بأي تطبيع بالتالي بين الاردن وسورية الرسمية، ومقابل هذه الدولة هناك دولتان عربيتان محوريتان ولهما تأثير بالغ، تتبنيان خطة جديدة تقول ان بقاء الاسد والنظام خير من الحال الذي وصلنا اليه في سورية، التي باتت محطة للتنظيمات تصدر المقاتلين الى كل العالم. موقف الاردن معقد جدا، وبالرغم مما يقوله الرسميون انهم استقبلوا مليون سوري ونصف المليون، وانهم يتمنون حلا سياسيا لسورية، الا ان دمشق الرسمية تنظر الى عمان بعين الريبة والحذر والشك، ووجهت سابقا عشرات الاتهامات حول تدريب مقاتلين وتهريب اسلحة وغير ذلك من قصص، وتقرأ الممحي في كلام الرئيس بشار الاسد ومسؤولين سوريين، اذ تعتري انفاسهم لغة الفخر امام مايجري في العالم، وان كل هذا العالم لن يجد الا الاسد لمصالحته، بعد ان بات الخيار بين اثنين، ارهاب التنظيمات، او الاسد. نحن نسأل وليس في الجعبة اية معلومات عما سيحدث، ونعيد السؤال عما اذا كانت عمان تفكر في الحديقة الخلفية للقرار السياسي بإعادة سفيرها الى دمشق، ومالذي ستقوله لمن يراقب المشهد، لحظتها، بغير ان علاقاتنا وثيقة، وان العلاقات لم تنقطع، وان السفارات موجودة اصلا، وان ماحدث كان مجرد سحابة صيف. مجرد سؤال افتراضي!.

(الدستور 2015-11-20)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات