تكتل إقليمي لا يستثني الأردن

تم نشره الثلاثاء 18 أيّار / مايو 2010 03:47 صباحاً
تكتل إقليمي لا يستثني الأردن
ياسر أبوهلالة

"إن الجغرافيا والمصالح المشتركة فرضتا الآن تعزيز تكتل إقليمي يلبي مصالح الشعوب، ويجمع بين أربعة أطراف وهي سورية وتركيا وإيران والعراق، في تكتل إقليمي نأمل أن يتحقق بعد تشكيل الحكومة العراقية، وأن يكون العراق موحدا أرضا وشعبا، وأن تزول كل هذه الأمور التي تجري على الساحة العراقية بخروج قوى الاحتلال. ما يجري الآن في العراق نتيجة حتمية لوجود قوى الاحتلال، وعودة العراق إلى أمنه موحدا وقويا، ستخلق قوة للتكتل الإقليمي لأن مصالح الدول الأربع تكاد تكون واحدة".

 

ذلك التكتل آخر ما حرر في السياسة السورية، وهي سياسة مهما اختلفت معها تظل "استراتيجية"، بمعنى أن ما صرح به ناجي عطري لصحيفة القدس أمس، ليس زلة لسان بقدر ما هو عنوان جديد تلتزم به الدولة والمجتمع وما بينهما. وفي المقابلة شن هجوما معتادا على لسان المسؤولين السوريين على "العدو الصهيوني"، ولا شك أن التحالف جزء من الاستعانة بالحلفاء على العدو.

 

يفرق بين الدول الأربع الكثير، سياسة واقتصادا وثقافة. ولعل الفتنة المذهبية الكبرى على أرض العراق أشد ما يفرق. ذلك لم يمنع من البحث عما يجمع في المصالح والمبادئ. أقله التجمع في مواجهة "العدو الصهيوني". ولعل البلد الوحيد الجاذب في التكتل الرباعي هو تركيا، سواء في نظامه السياسي التعددي أم بأدائه الاقتصادي أم باقترابه من الجغرافيا الأوروبية. في المقابل لا تزيد جاذبية العراق وإيران على كونهما منتجين للنفط الذي لا يكف عن الارتفاع.

 

تتهم الأحزاب النافذة في العراق بأنها "عميلة لإيران" في المقابل تتهم الأحزاب السنية بأنها "عميلة للمقاومة"، وبالنتيجة لا يوجد في عراق تحت الاحتلال من يوالي أميركا التي أوصلتهم للحكم. وهو ما يفسر ثقة رئيس الوزراء السوري بانضمام العراق (في ظل أي تحالف داخلي) إلى التحالف الرباعي.

 

ما يزال الاتحاد الرباعي حلما، إلا أنه قابل للتحقيق، وهو الوحيد القادر على لجم عدوانية "إسرائيل"، تماما كما أنه الوحيد القادر على إبداع أسواق كبرى تغري العالم الصناعي تماما، كما تقوي وتدعم رأس المال العربي والإسلامي. وفي اتحاد كهذا ستتحول العقوبات على إيران نعمة كبرى لدول المنطقة. مع أن تركيا قامت بجهد استثنائي أمس هي والبرازيل في سبيل تجنيب إيران العقوبات.

 

نحن في الأردن علينا أن نبادر إلى التحالف الرباعي، ولا يزهدنا فيه غير تطور استراتيجي بديل، وهو انضمام الأردن إلى مجلس التعاون الخليجي، وعلى الأقل دخوله في تحالف ولو ثنائي مع السعودية. وهي وحدها أكثر جاذبية من التحالف مجتمعا. وربما تدرك الدول الأربع حساسية الوضع الأردني، فعلاقات الأردن مع الولايات المتحدة ودول الخليج تحول دون الاقتراب من إيران. في المقابل علينا أن نتذكر حجم التقارب مع عراق صدام حسين في الوقت الذي كانت العلاقات مع أميركا والخليج -وحتى مع إسرائيل- في أوجها.

 

ليس خطأ الدخول في تحالفات جلبا لمصالح ودرءا لعدوان، الخطأ هو الانعزال أو حصر التحالف بالولايات المتحدة، التي تحزم حقائبها مغادرة المنطقة، آسفة على ما خسرته من مئات البلايين وآلاف القتلى والمصابين من دون أن تخرج بعقد نفطي ولا نظام صديق!

 

الغد



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات