ما هو الوطن البديل؟!

تم نشره الخميس 20 أيّار / مايو 2010 05:44 صباحاً
ما هو الوطن البديل؟!
جميل النمري

هل الوطن البديل مجرد فزّاعة أم خطر حقيقي؟ هذا المصطلح دخل كثيرا على خطّ السجال الداخلي. وبصورة ما تحول إلى اسم حركي لمقاصد أخرى في سياق المشاحنة "الإقليمية". فالتأكيد عليه كخطر من قبل طرف معين يوحي على الفور بمقاصد اقصائية تجاه الطرف الآخر، بينما التهوين منه والتشكيك بمطلقيه يوحي بمطامع للهيمنة السياسية.

 

وهكذا، فإن تعبير الوطن البديل نفسه لم يعد يعني الشيء نفسه دائما، وليس ضرورياً أن يعني بالضبط التعبير الأصلي القديم، وهو قيام الدولة الفلسطينية شرق النهر بدلاً من غربه.

 

إذا أردنا أن نُقدِّم تصورا للوطن البديل كاحتمال واقعي وممكن، فهو يأتي ضمن مسار طويل واستراتيجي ينتهي بوجود دولة أردنية فلسطينية قاعدتها الجغرافية شرق النهر أساسا، وتلتحق بها الكتل السكانية غرب النهر.

 

هذا ليس احتمالا خياليا، وإن كان يختلف قليلا عن الطروحات الصهيونية المتطرفة، التي كانت ترى أن التخلي حتى عن الضفة الشرقية هو تنازل عن جزء من أرض اسرائيل، وأن الفلسطينيين يستطيعون إقامة دولتهم هناك. فهذا لغو متطرف لا مكان له في الميدان.

 

أمّا الشيء الممكن فعليا فهو التالي: تستمر مسيرة السلام بالتعثر متنقلة من تفاهمات جزئية إلى أخرى، في الأثناء، وعلى مدار السنين، يتوسع ويتكرس الاستيطان الذي يُقطّع الضفة الغربية، ويحظى باعتراف واقعي، وتصبح الدولة الفلسطينية مستحيلة واقعيا. وإسرائيل لن تقبل ابدا أن يكون البديل هو الشراكة مع الفلسطينيين في دولة واحدة. وفي النهاية، فإن البديل الوحيد يصبح هو الشراكة مع الأردن في دولة واحدة، وستقود الأوضاع الصعبة التي لا تنتهي أبدا، ومن دون أي أمل باستقلال وطني، إلى أن يصبح الاتحاد مع الأردن مطلبا للخلاص، ولا يستطيع الأردن أن يستمر في التنكر لهذا المخرج الوحيد، الذي سيضغط العالم من أجله، ويقدم المساعدات والإغراءات، ومن يدير القرار عند الطرفين سيكون ضمن ظروف ومناخات مختلفة تماما عمّا هو الحال الآن.

 

يمكن الجزم أن اليمين الإسرائيلي، الذي يقاوم بشدّة مفاوضات جادّة ومخلصة للوصول إلى سلام على أساس حلّ الدولتين، يراهن بكلّ جد على هذا المخطط. وهذا المخطط ليس هو ما يريده الأردنيون ولا الفلسطينيون، فهل يمكن ان نشتق السياسات والمهمّات الصحيحة بناء على هذا الفهم للمخطط الإسرائيلي؟!

 

الغد



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات