سياسة الحكومة مالية أم اقتصادية؟

تم نشره الإثنين 30 تشرين الثّاني / نوفمبر 2015 12:58 صباحاً
سياسة الحكومة مالية أم اقتصادية؟
د. فهد الفانك

خلال زيارة اللجنة المالية لمجلس النواب للبنك المركزي مؤخراً ، انتقد رئيس اللجنة المهندس يوسف القرنة الحكومة قائلاً: «إن سياستها ليست اقتصادية بل مالية ، وهي تعتمد على الجباية ، خصوصاً في السنوات 2013-2015».

الجباية تهمة توجه عادة إلى الحكومة لاسترضاء الشركات والمواطن دافع الضريبة ، ولكنها لا تمثل موقفاً اقتصادياً بناءً ، ذلك أن تخفيض الجباية (أي الضرائب) تعني زيادة العجز في الموازنة والحاجة للمزيد من الاقتراض مما يفاقم المديونية.

حتى بعد الجباية المزعومة ، فإن عجز الموازنة الأردنية ما زال فادحاً ، والمديونية في تصاعد ينذر بالخطر ، مما يضع الحكومة أمام أمرين ، فإما أن تبحث عن موارد محلية أكثر أي المزيد من الجباية ، أو أن تقلل خدماتها في مجالات التعليم والصحة والأمن الداخلي والخارجي ودعم الخبز والأعلاف وتخفيض أو تجميد الرواتب.

المواقف الشعبوية لا تخدم السياسة المالية ولا الاقتصادية ، فنحن بحاجة لأن نذكّر الناس بالحقائق المرّة والواجب الوطني ، وليس طرح مواقف ترضيهم مؤقتاً وتؤذيهم واقعياً.

تقول الدراسات المقارنة أن معدلات الضريبة في الأردن تقل عن المعدلات السائدة في البلدان المماثلة للأردن في تطورها الاقتصادي ، ومما يؤكد ذلك أن الحكومة تعتمد على المنح الخارجية لغاية 15% من نفقاتها الجارية والرأسمالية ، فهل يرى رئيس اللجنة المالية أن تمويل نفقات الحكومة الأردنية وسد العجز في موازنتها يجب أن يقع على كاهل دافعي الضرائب في البلدان الصديقة والشقيقة؟.

هذا لا يعني أن كاتب هذا التعليق يعشق الضرائب ويحب أن يدفع المزيد منها ، ولكنه يفكر بالبديل ، وهو زيادة الاعتماد على الدول المانحة (أي التضحية بالاستقلال والاكتفاء الذاتي) والتوغل في المزيد من المديونية التي تجاوزت الخطوط الحمراء ونصوص القانون ، علماً بأن محاولات ضغط النفقات الجارية في الموازنة العامة استنفدت إمكانياتها.

الجاري عملياً هو عكس ما يقول به رئيس اللجنة المالية ، فسياسة الحكومة اقتصادية بدليل تركيزها ، ولو بقدر محدود من النجاح ، على النمو والحوافز وجذب الاستثمارات ، وليست سياسة مالية بدليل أن الوضع المالي كان وما يزال نقطة الضعف الرئيسية في الاقتصاد الأردني.

يلزمنا المزيد من السياسة المالية المتشددة للتخلص من العجز وضبط المديونية ، وعلينا أن نفهم أن السياسات الاقتصادية والمالية والنقدية تتكامل ولا تتنافس.

(الرأي 2015-11-30)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات