الاعتذار لتبرير الفشل

تم نشره الجمعة 21st أيّار / مايو 2010 03:48 صباحاً
الاعتذار لتبرير الفشل
فهد الفانك

عند قراءة التقارير السنوية للشركات وكلمات رؤساء مجالس الإدارة التي تتصدر تلك التقارير تلمس لغة الاعتذار ، والتركيز على الأزمة المالية والاقتصادية العالمية وكأنهم كانوا سيحققون المعجزات لولا هذه الأزمة التي خفضّت أرباحهم أو حولتهم من الربح إلى الخسارة.

 

اللغة الاعتذارية في التقارير والتصريحات الصحفية تؤخذ كاعتراف بالفشل ، فالفاشل هو الذي يبحث عن أعذار تبرر فشله ، فيجد الأزمة العالمية جاهزة للاستعمال.

 

على الذين يركزون على الأزمة العالمية كمبرر لفشلهم الإداري أن يوضحوا كيف أثرت الأزمة سلباً على أعمالهم ، ولماذا يتجاهلون تأثيراتها الإيجابية وفي المقدمة انخفاض أسعار المحروقات والمواد الخام المستوردة من الخارج ، التي كان من شأنها تحسين أوضاعهم لا تراجعها.

 

المفروض نظرياً أن الأزمة العالمية ساعدت بعض الشركات الأردنية ومكنتها من زيادة أرباحها ، ولذا فإن على الشركات المتعثرة بسبب فشل إداراتها أن تقول أن الأرباح هبطت بالرغم من الأزمة العالمية وتداعياتها الإيجابية ، وليس بسبب تلك الأزمة التي لا نعرف كثف أثرت على اقتصاديات أية شركة أردنية هامة.

 

هذا لا يعني أنه لم تكن هناك أزمات محلية مؤثرة ، وخاصة في القطاع العقاري ذي المشاريع الكبيرة ، فهناك بنوك ومتعهدون فرعيون تضرروا ، ولكن الأزمة العالمية بريئة ، ولم تسبب هذه الأزمة المحلية التي تعود للقيام بمشاريع كبرى تفوق القدرة التمويلية للشركة.

 

نعم شهدت سنة 2009 صعوبات متعددة وأعطت مؤشرات سلبية مثل تباطؤ معدلات النمو الاقتصادي ، واتساع عجز الموازنة العامة وارتفاع المديونية ، ولكن كل هذه العثرات صنعت محلياً ، ولم تفرضها علينا الأزمة العالمية.

 

لو كانت الأزمة شاملة ولم يسلم منها أحد ، فلماذا حققت الصين نمواً يناهز 10%. ولماذا حققت الهند نمواً يقارب 8%. ولماذا حققت بعض البلدان فوائض في موازينها التجارية ، علماً بأن عجز بعض البلدان يقابله فائض بلدان أخرى ، فالعالم ككل متوازن ، والسؤال ما إذا اختار أي بلد أن يكون في جانب البلدان التي تشكو من العجز المتزايد أو من البلدان التي تتمتع بالفائض.

 

صحيح أننا نعيش في عالم واحد ، ولكن في عالم اليوم دول ناجحة ودول فاشلة ، وفي كل دولة شركات ناجحة وأخرى فاشلة.

 

الرأي



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات