خطبة الجمعة المقترحة : مقومات الأسرة المسلمة

تم نشره الخميس 03rd كانون الأوّل / ديسمبر 2015 07:25 مساءً
خطبة الجمعة المقترحة :  مقومات الأسرة المسلمة
خطبة الجمعة المقترحة - تعبيرية

المدينة نيوز - نشرت وزارة الاوقاف عناصر مقترحة لخطبة الجمعة بتاريخ 4/12/2015 م ، والتي حملت عنوان : "مقومات الأسرة المسلمة" . 

وتاليا محاور الخطبة :

 العلاقة الزوجية علاقة عميقة الجذور، وميثاقٌ غليظ، فهي أشبه ما تكون بصلة المرء بنفسه لقوله تعالى: (هن لباس لكم وأنتم لباس لهن) [البقرة: 187]. إن استقرار الحياة الزوجية غاية من الغايات التي يحرص عليها الإسلام، وعقد الزواج إنما يعقد للدوام والتأبيد ليتسنى للزوجين أن يجعلا من البيت مهداً يأويان إليه، وينعمان في ظلاله ، وليتمكنا من تنشئة أولادهما تنشئة كريمة. وإذا كانت العلاقة الزوجية موثقة فإنه لا ينبغي الإخلال بها ولا التهوين من شانها ، نظراً لأهميتها كما قال تعالى: (وأخذن منكم ميثاقاً غليظاً) [ النساء : 21 ]، وإذا حدث شقاق بين الزوجين فليعالج كما أمر الله، ورسوله لا كما يحكم الهوى ويأمر الشيطان .

 

• إن الأسرة لن تكون قوية ومتماسكة إلا من خلال الاختيار على أساس الدين ، فالرجل الذي يحافظ على الالتزام بتعاليم الإسلام ومبادئه حري به أن يبحث عن امرأة ذات دين، وهذا أدعى وأرجى لحياة زوجية كريمة ، تقوم على الألفة والمحبة، لقوله تعالى: ( وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم) [ النور: 32] ولقوله صلى الله عليه وسلم: ( فاظفر بذات الدين تربت يداك ) . (متفق عليه).

• إن من نعم الله تعالى أن يكون للإنسان زوجة تقية، وأولاد صالحون، يأتمرون بأمر ربهم، وينتهون عن نواهيه، فيكون ذلك في ميزان أعمال والدَيهم؛ إذ الولد من كسب أبيه، ويكتب الأجر للوالدين حتى بعد مماتهما، كما في الحديث قال عليه الصلاة والسلام: "إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علمٍ ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له" رواه مسلم.

• وإن مما يساعد على المحافظة على العلاقة الزوجية المعاشرة بالمعروف ، وهذا لن يتحقق إلا بمعرفة كل طرف ما له وما عليه من الحقوق والواجبات لقوله تعالى: (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف). [البقرة : 228 ] ولقوله تعالى (وعاشروهن بالمعروف) [النساء: 19] ولقوله عليه الصلاة والسلام: "ألا إن لكم على نسائكم حقاً ، ولنسائكم عليكم حقاً ، فحقكم عليهن ألا يوطئن فرشكم من تكرهون، ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون، ألا وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن" رواه ابن ماجة، ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم خير الناس معاشرة لأزواجه ، وأحسن الناس رفقاً بهن وتسامحاً معهن ، وقد كان يبدو من بعضهن أحياناً ما يبدو من أي امرأة أخرى فما يغضب، ولا يؤاخذ ولكن يعفو ويصفح، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أكمل المؤمنين أيماناً أحسنهم خلقاً وخياركم خياركم لنسائهم " ولقوله أيضاً : " استوصوا بالنساء خيراً " (متفق عليه).

• إن المعاملة الحسنة بين الزوجين سبب لسعادتهما، ولحصول المودة والرحمة بينهما وحصول الذرية الصالحة منهما ، مما يكون له أكبر الأثر في التواصل والتراحم . في ظل هذه المعاملة الكريمة ترفرف على البيت رايات السعادة ويشعر المرء براحة البال من خلال الزوجة الصالحة التي تعينه على أمر دينه، وتقوم بتربية أولاده تربية إيمانية، الأمر الذي يؤدي إلى حلول البركة في المال والولد (من يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب) [الطلاق 2-3] .

من عوامل نجاح الأسرة أن يكون همُّها الأعظم، وهدفها الأكبر: هو حياة الآخرة وما عند الله تعالى، وأن تكون الحياة الدنيا وسيلة عبور، ودار مرور، يستعين بها المرء للوصول إلى طاعة الله عز وجل وطاعة رسوله - صلى الله عليه وسلم -؛ فإن هذا هو الغاية التي من أجلها خلقنا الله تعالى في هذه الدنيا، وهذا هو طريق الراحة والسعادة، وسبيل الأمان والاطمئنان، كيف لا والله تعالى يقول في محكم كتابه المبين: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} [القصص:77 ]، ويقول سبحانه: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ } [فاطر:5]، ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من كانت الدنيا همه، فرّق الله عليه أمره، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له، ومن كانت الآخرة نيته، جمع الله له أمره، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة" أخرجه ابن ماجه .

• القرآن الكريم يصحح مفاهيم من ظن أن السعي إلى الآخرة مهمة الأزواج دون الزوجات. قالت أم سلمة رضي الله عنها: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم : ما لنا لا نُذكر في القرآن كما يذكر الرجال؟ فإذا برسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر يقول: إن الله تبارك وتعالى يقول: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً }في هذه الآية يفصل الله تبارك وتعالى في وصف النساء بكل ما وصف به الرجال.

• إن ثمة أمرًا مهمًّا في نجاح الأسرة، وهو يتعلق بقطبيها الرئيسين: وهما الوالدان؛ وذلك بأن يكونا قدوةً حسنةً لأولادهما، وأسوةً صالحةً لهما، في العبادة والخُلُق والمعاملة؛ فإن الأولاد يتطبّعون بطباع الوالدين، ولا سيما الأب، وبخاصة في الصِّغر، ومتابعة الوالدين لأولادهما ورعايتهما لهم؛ بالسؤال عن أوضاعهم، ومعرفة كيف يقضون أوقاتهم، والاطمئنان إلى حال أصحابهم؛ فإن المرء على دين خليله، وعليهما أن لا يبخلا بواجب النصيحة لهم بالتي هي أحسن، وأن لا يكْسلا في إرشادهم للذي هو أصلح وأقوم، وأن لا ينشغلا عنهم في العمل أو الزيارات أو غيرهما على حسابهم؛ فإن الأولاد أمانة في أعناقهما سيسألان عنها يوم القيامة، وهم الثروة الكبرى التي إذا ضاعت فقد ضاع الأعز والأغلى.

• حث الإسلام على الرفق بالأولاد حتى في حالة الخطأ؛ فإن الرفق هو الأصل في التربية، والشدة إنما هي استثناء، فلا يُلجأ إليها إلا عند الضرورة، وإن البركة والخير في الرفق؛ فقد ثبت في صحيح مسلم، أن النبي - صلى الله عليه وسلم -قال لعائشة - رضي الله عنها - ، "يا عائشة: إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه ".

• للأسرة دور كبير في أمن المجتمع واستقراره ولا يختلف اثنان على أهمية دور الأسرة في معالجة الانحرافات السلوكية والفكرية ،وبخاصة تلك المتعلقة بالأبناء، وأول مساهمات الأسرة في الوقاية من مشكلة الانحراف الفكري هي أن تكون أفكار الوالدين في الأساس أفكاراً سوية وعقلانية وموضوعية. فيجب على الوالدين تربية الأبناء على الأفكار الصحيحة والمعتقدات السليمة البعيدة عن الغلوِّ والتطرف والانحراف، كما أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى توجيه الأبناء توجيهاً سليماً عندما قال لابن عباس رضي الله عنهما وهو غلام صغير السن: (يا غلام إني أعلمك كلمات: احفظِ اللهَ يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنتَ فاستعن بالله.. ).

 

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات