نحو سد العجز المالي

تم نشره الإثنين 24 أيّار / مايو 2010 04:29 صباحاً
نحو سد العجز المالي
د.فهد الفانك

نشرت الصحف على لسان نائب الرئيس الدكتور رجائي المعشر أن الحكومة خفضت النفقات العامة عما كانت في السنة الماضية بمبلغ يناهز مليار دينار معظمه من النفقات الرأسمالية والباقي من النفقات الجارية، الأمر الذي من شأنه إذا تحقق فعلاً أن ينخفض العجز في الموازنة لسنة 2010 إلى 3% من الناتج المحلي الإجمالي وهي النسبة الصحية التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على أعضائه في منطقة اليورو.

هذا الهدف كبير، وإذا كان رئيس الفريق الاقتصادي يعتقد أنه عملي وقابل للتطبيق فإن أحداً لا يستطيع القول بعكس ذلك. وإذا تحقق هذا الوعد وأصبح قراراً، فإن ذلك يحسب إنجازاً كبيراً ورداً مناسباً على تحدي العجز في الموازنة الذي يمثل مشكلة مالية لا تنكرها الحكومة بل تعلنها على العموم، ولا ينكرها أحد بل يحاول أن يقترح لها حلولاً أكثرها حلول تجميلية لا تصل إلى المستوى الطموح الذي طرحه الوزير، فهي تقع في باب المسكنات التي تذهب عبثاً ولا تخدم أكثر من شراء الوقت وتأجيل مواجهة الحقائق.

أزمة اليونان وفرت مثالاً فريداً على أن عجز الموازنة هو العيب الأول الذي يقود إلى الأزمة وينسف جميع الإنجازات ويضع البلد تحت رحمة الدائنين الذين لا يرضيهم سوى اقتطاع رطل اللحم من جسم المدين.

إلى حد ما فإن جميع المؤشرات الاقتصادية والتجارية والنقدية التي ترسم الصورة العامة للاقتصاد الأردني تعطي بشكل عام قراءات إيجابية. وكل القطاعات الاقتصادية مرشحة للتحسن والتقدم. العيب الأساسي يكمن في الموازنة العامة التي تعاني من عجز فادح، وما ينتج عن ذلك من ارتفاع المديونية لدرجة تهدد بالخطر جميع المؤشرات الاقتصادية الأخرى، بما فيها الاستقرار والثقة العامة وتدفق الاستثمارات العربية والأجنبية.

المطلوب إذن وضع الموازنة العامة على المشرحة لتحليل مكوناتها وتحديد الثقوب السوداء التي تبتلع المال وتطلب المزيد بشكل لا يطيقه حجم الاقتصاد الوطني وموارده الذاتية وطاقته على التمويل.

في السابق كان العلاج دائماً هو المزيد من الضرائب ولكن النفقات كانت تأكل الزيادة، وقد جاء الوقت للأخذ بالقرار الأصعب وهو تخفيض النفقات بشكل جراحي، وهذا ما يبشرنا به الدكتور المعشر وما يستطيع وزير المالية أن يضعه موضع التطبيق شريطة أن يلقى الدعم الرسمي والشعبي لتحويل التوجهات الطموحة التي أشار إليها نائب الرئيس إلى قرارات برسم التنفيذ
.(الرأي)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات