ذرّ الرماد !

إشاعات وتسريبات وأخبار متناقضة تنتشر في الإعلام وفي تصريحات المسؤولين حول المباحثات الفلسطينية الإسرائيلية ، ولكنّ أحداً لم يسأل السؤال المهمّ: ماذا لو توصّل الطرفان إلى إتّفاق بعد تنازل هذا الطرف أو ذاك ، هل سيمكن تنفيذه على الأرض؟
ولا يتمّ طرح السؤال ، ربما ، لأنّ إجابته واضحة ، فالتنفيذ غير ممكن ، لأنّ ممثلي السلطة الفلسطينية غير معترف بهم من جزء مهمّ من الأرض الفلسطينية هو قطاع غزة ، ولو تمّ التوصّل إلى إتّفاق فلن يكون تاريخياً ، وسيعني أصحابه فقط.
على الجانب الآخر ، فالتوصل إلى إتّفاق لا يعني تنفيذه أبداً ، وكثيراً ما جرت إتّفاقات تمّ التنصّل منها من إسرائيل ، وقد يعني الأمر انتخابات مبكرة بعد خراب الحكومة ، مّما يعني حكومة جديدة ستجعل الطرف الآخر يمزّق الأوراق ويشرب ماءها.
لماذا المفاوضات إذن ، ونهاياتها معروفة؟ هو السؤال المهمّ الذي ينبغي أن يوجّه إلى الأطراف الثلاثة ، وإجابته في يقيننا معروفة أصلاً لأنّ السبب يأتي من مكاسب سياسية مؤقتة لهم ، وفي كلّ الأحوال فكلّ ما يجري مجرّد ذرّ للرماد في العيون ، لا أكثر ولا أقل.
(الدستور)