العرب وأمم الشرق

تم نشره الخميس 27 أيّار / مايو 2010 06:12 صباحاً
العرب وأمم الشرق
موفق محادين

يشكل العرب والأتراك والفرس والأكراد خارطة الامم العريقة في الشرق العربي والأوسط, لكن علاقة العرب بكل من هذه الامم لم تكن بالمستوى نفسه.

فقد خضع العرب للأتراك أربعة قرون كاملة وتراوح الغطاء الايديولوجي لهذه السيطرة بين أهل السنة والجماعة وبين الزوايا الصوفية.. كما تداخلت علاقات العرب والأكراد تداخلا سياسيا وثقافيا تناوبا فيه السيطرة من العهد الزنكي - الايوبي الكردي الى أيامنا هذه فمن صلاح الدين الذي سنن (من السنة) الشرق العربي وكان يخضع للفاطميين في مصر وبلاد الشام الى قبول العرب بإمارة الشعر لأحمد شوقي الكردي وامارة النثر لمحمد كرد علي الكردي ايضا.. الى دور الأكراد في الانقلابات العسكرية الاولى في العراق وسورية وكذلك دورهم في الحركة الشيوعية في البلدين المذكورين..

اما علاقة العرب مع الفرس فهي علاقة تناوب سياسي - ثقافي مع افضلية للعرب بعكس الهيمنة التركية.. فعلى الصعيد الثقافي وقبل الاسلام بعدة قرون, ازاحت لغة بلاد الرافدين اللغة العيلامية في زمن سرجون الاكادي..

وحسب كتاب "بلاد الرافدين وعيلام" كما قام بتلخيصه الباحث السوري محمد سليمان حسن فقد كشفت التنقيبات الاثرية العيلامية عن عمق الصلات الثقافية والحضارية مع بلاد الرافدين (العراق)..

كما ان اتباع ماني ايدوا الاسلام بسرعة ولعب العلماء الفرس منذ ذلك الوقت دورا كبيرا في العلوم العربية والاسلامية بل ان الخليل بن احمد وسيبويه هما من وضعا علوم اللغة العربية الحالية.

ولا يزال الحرف العربي هو المستخدم في الفارسية فيما شطبه اتاتورك في تركيا...

اما على الصعيد الايديولوجي, فقد ظلت بلاد فارس حتى القرن الخامس عشر مركزاً اساسيا من مراكز اهل السنة قبل ان تقوم عائلة فارسية هي عائلة اسماعيل الصفوي بتشييعها فيما يشبه دور العائلة الكردية الايوبية بتسنين مصر وبلاد الشام..

سياسيا, وباستثناء فترات الامبراطورية الفارسية المعروفة فقد خضعت بلاد عيلام للسيطرة العربية بدءاً من سرجون الكادي (القرن الثالث قبل الميلاد) مروراً بدور البابليين بتعيين امراء عيلام, وانتهاء بالحقبة الاسلامية التي تراوحت بين الهيمنة العربية المطلقة في عهد الشام الاموية وبين الشراكة ابتداء من العصر العباسي الوسيط.

وبالمحصلة فالعرب أكثر هذه الامم مصلحة في مواجهة الشرق الأوسط الامريكي - الصهيون بشرق اوسط من الامم العريقة التي نشأت على ارضه وفي فضاءاته الحضارية والتاريخية وبالامكان تحويل التنوع في الثقافات والمصالح بين هذه الامم الى تنوع حيوي في اطار الوحدة الشرقية.يشكل العرب والأتراك والفرس والأكراد خارطة الامم العريقة في الشرق العربي والأوسط, لكن علاقة العرب بكل من هذه الامم لم تكن بالمستوى نفسه.

فقد خضع العرب للأتراك أربعة قرون كاملة وتراوح الغطاء الايديولوجي لهذه السيطرة بين أهل السنة والجماعة وبين الزوايا الصوفية.. كما تداخلت علاقات العرب والأكراد تداخلا سياسيا وثقافيا تناوبا فيه السيطرة من العهد الزنكي - الايوبي الكردي الى أيامنا هذه فمن صلاح الدين الذي سنن (من السنة) الشرق العربي وكان يخضع للفاطميين في مصر وبلاد الشام الى قبول العرب بإمارة الشعر لأحمد شوقي الكردي وامارة النثر لمحمد كرد علي الكردي ايضا.. الى دور الأكراد في الانقلابات العسكرية الاولى في العراق وسورية وكذلك دورهم في الحركة الشيوعية في البلدين المذكورين..

اما علاقة العرب مع الفرس فهي علاقة تناوب سياسي - ثقافي مع افضلية للعرب بعكس الهيمنة التركية.. فعلى الصعيد الثقافي وقبل الاسلام بعدة قرون, ازاحت لغة بلاد الرافدين اللغة العيلامية في زمن سرجون الاكادي..

وحسب كتاب "بلاد الرافدين وعيلام" كما قام بتلخيصه الباحث السوري محمد سليمان حسن فقد كشفت التنقيبات الاثرية العيلامية عن عمق الصلات الثقافية والحضارية مع بلاد الرافدين (العراق)..

كما ان اتباع ماني ايدوا الاسلام بسرعة ولعب العلماء الفرس منذ ذلك الوقت دورا كبيرا في العلوم العربية والاسلامية بل ان الخليل بن احمد وسيبويه هما من وضعا علوم اللغة العربية الحالية.

ولا يزال الحرف العربي هو المستخدم في الفارسية فيما شطبه اتاتورك في تركيا...

اما على الصعيد الايديولوجي, فقد ظلت بلاد فارس حتى القرن الخامس عشر مركزاً اساسيا من مراكز اهل السنة قبل ان تقوم عائلة فارسية هي عائلة اسماعيل الصفوي بتشييعها فيما يشبه دور العائلة الكردية الايوبية بتسنين مصر وبلاد الشام..

سياسيا, وباستثناء فترات الامبراطورية الفارسية المعروفة فقد خضعت بلاد عيلام للسيطرة العربية بدءاً من سرجون الكادي (القرن الثالث قبل الميلاد) مروراً بدور البابليين بتعيين امراء عيلام, وانتهاء بالحقبة الاسلامية التي تراوحت بين الهيمنة العربية المطلقة في عهد الشام الاموية وبين الشراكة ابتداء من العصر العباسي الوسيط.

وبالمحصلة فالعرب أكثر هذه الامم مصلحة في مواجهة الشرق الأوسط الامريكي - الصهيون بشرق اوسط من الامم العريقة التي نشأت على ارضه وفي فضاءاته الحضارية والتاريخية وبالامكان تحويل التنوع في الثقافات والمصالح بين هذه الامم الى تنوع حيوي في اطار الوحدة الشرقية.

العرب اليوم

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات