تهديدات نصر الله

المهمّ في خطابات السيد حسن نصر الله أنّها باتت تحمل مصداقية كبيرة ، وخصوصاً في المجتمع الإسرائيلي ، وهو حين يّهدّد ويتوعّد فإنّ إسرائيل تتحسّس رأسها ، فقد أثبت حزب الله أنّه قادر على تنفيذ ما يعد به ، ويبدو أنّه لهذا السبب يحمل نصر الله قناعة بأّنّ إسرائيل لن تُكرّر ما فعلته في تموز .
على أنّ زعيم حزب الله ، ومع أنّه لا يتوقّع حرباً على لبنان ، فهو يُقدّم معادلة ردع عسكري جديدة تأخذ من البحر ميداناً لها ، ولأوّل مرة فالأمر لا ينحصر في السواحل اللبنانية حتى المياه الإقليمية ، بل يشمل كلّ البحر المتوسط ، وأيضاً البحر الأحمر ، ويجعل البواخر الإسرائيلية هدفاً مباشراً لصواريخ حزب الله.
هذا التطوّر يبدو أكبر من حزب الله ، ولكنّه لا يُعتبر كذلك إذا شمل الحلفاء الإستراتيجيين: إيران وسوريا وحماس ، وفي ثنايا كلام السيد حسن نصرالله فإنّ الدخول إلى هذا الإحتمال سيكون مع أيّة ضربة تتعرض لها أية منطقة من هذا الحلف الرباعي ، الأمر الذي يشكل سابقة إقليمية سيحسب لها ألف حساب.
المناورات الإسرائيلية الضخمة تزامنت مع خطاب نصر الله الذي جاء بمناسبة مرور عشر سنوات على الإنسحاب الإسرائيلي المذلّ من لبنان ، وقبلها كانت المناورات الإيرانية التي استعمل خلالها أسلحة من النوع الذي هدد به زعيم حزب الله ، وفي قناعتنا أنّ هذه القوة هي التي ستردع إسرائيل عن النزق الذي عُرفت به على الدوام.