اوكازيون التسعة وتسعين بالمئة !

تم نشره الأربعاء 30 كانون الأوّل / ديسمبر 2015 01:10 صباحاً
اوكازيون التسعة وتسعين بالمئة !
خيري منصور

لا علاقة لهذه التسعة وتسعين بالمئة بما قاله السادات عن الاوراق التي تملكها امريكا، ولا بالتسعة وتسعين سنة التي مرت حتى الان على وعد بلفور، ولا علاقة لها باي امتياز استعماري قديم او جديد، انها نسبة التنزيلات المعلنة عبر الميديا كلها حول ما سمي الاستقلال العربي، فاللعاب يسيل من كل الجهات وعلى كل التخوم والثغور البرية والبحرية والجوية والقراصنة الكبار هم اباطرة واكاسرة وقياصرة وليسوا هؤلاء الصغار في عرض البحر المتوسط الذين يرتضون بالقليل، ولأن العرب طالما شكوا من التكاثر ولم تنفع معهم وصفات تحديد النسل سواء كانت مالتوسية نسبة الى مالتوس او صينية فقد اصبح لديهم تسعيرة تناسب معظم العملات المحلية في اقطارهم، فالمجزرة لا تستحق اسمها اذا كان ضحاياها اقل من ألفين والمديونية لا تستحق اسمها ايضا اذا كانت اقل من مليارات، لهذا علينا ألا نندهش من الصمت واللامبالاة إزاء رقم متواضع لمن استشهدوا في فلسطين في اقل من شهرين وهو قارب المئة وخمسين شهيدا اضافة الى آلاف الجرحى والأسرى . ان ارقاما من هذا الطراز بالنسبة لأمة تشكو من الفائض الديموغرافي تعتبر عادية ومألوفة وقد يعجب الناس ممّن يذكرهم بها كي يبدو الامر اشبه بوضع شعرة في الحساء، رغم ان الحساء من دم والعشاء من لحم الموتى وذوي القربى بالتحديد . ولو سمع الناس في هذا الموسم ان هناك محلات تعلن عن تنزيلات تصل الى تسعة وتسعين بالمئة لما ترددوا في شراء كل شيء على رفوفها، سواء كانوا بحاجة اليه او لمجرد انه شبه مجاني، فكيف لا يسارع العالم كله الان الى شراء ما تبقى في هذا الوطن العربي الذي اصبح اسمه العالم العربي احيانا والشرق الاوسط احيانا اخرى ؟ كان المزاد ذات يوم سريّا ومن اغتنم الفرصة شبع حتى برطع، لكنه الان علني، وما كان غير مشمول فيه من بضائع اصبح على الرّصيف، فالهويات معروضة للبيع وكذلك ما كان يسمى في ثقافتنا الكلاسيكية ما قبل العولمة والانترنت وبنطلونات الجينز الممزقة على الفخذين استقلالا . ورغم ان الارقام متفاوتة تبعا لاختلاف النوايا والحواسيب الا ان من قتله العرب من بعضهم خلال خمسة اعوام فقط يعادل آلاف الاضعاف ممن قتلهم الاعداء . والاوكازيون في اوله وليس موسميا هذه المرة، وان كان هناك من ينتظرون وصول نسبة التنزيلات الى مئة بالمئة !!

(الدستور 2015-12-30)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات