الحضور في الانسحاب: الفلاحات وبني ارشيد

تم نشره الأحد 30 أيّار / مايو 2010 05:27 صباحاً
الحضور في الانسحاب: الفلاحات وبني ارشيد
ياسر أبوهلالة

لم يحبط أنصار الحركة الإسلامية وحدهم، وهم يشاهدون الحركة توشك على التفكك، الديمقراطيون في البلاد جميعا، ومهما اختلفوا معها، كانوا يستشعرون خطورة انهيار آخر المؤسسات المدنية الفاعلة. خصوصا أن التفكك كان سيقرأ في سياق فشل استمرارية العلاقات السياسية العابرة للنهر، فبعد ضمور التيارات اليسارية والقومية لم يعد غير حزب جبهة العمل الإسلامي معبِّراً حقيقيا عن الوحدة الوطنية.

تحوَل الإحباط إلى تفاؤل حذر مع إعلان زكي بني ارشيد انسحابه من المنافسة على موقع الأمين العام للجبهة. المفاجأة السارة لا بد أن تكتمل بإنهاء حال الاستقطاب والإقصاء داخل الحركة، وتقديم أنموذج عمل في قبول الآخر داخل الفكرة الواحدة، والتعاون والتشارك بدلا من التشاحن والتنابذ، وإن نجحت الحركة في التعامل مع المختلف في داخلها ستكون قادرة على أن تتعامل مع المختلف في خارجها، وهذا هو جوهر الديمقراطية التي تقوم على الاختلاف لا التماثل، وعلى حفظ حقوق الأقليات لا اجتياح الأكثريات.

وفي موقفه الذي أعلنه في موقع "البوصلة" (القريب من الأوساط الإخوانية)، أرجع بني ارشيد انسحابه إلى "المبادئ السامية للفكر الإسلامي الشوري الوحدوي المستمد من قيم الفضيلة والتجرد ونكران الذات وذم الأنانية والاستحواذ والظلم والاستبداد والفجور في الخصومة وتقديس هيبة ومرجعية المؤسسة وإنفاذ قرارها، وفي سبيل وحدة الحركة الإسلامية وتعزيز استقلال قرارها وصيانة تماسكها، ومن أجل التصدي للدور الإصلاحي النهضوي الذي تنبري له الحركة لصالح مجتمعنا الأردني وخدمة لأهداف الأمة وفي مقدمتها التصدي للأطماع الصهيونية العنصرية العدوانية".

وعنون بيانه بالآية الكريمة "لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا‏". وهي ذات الآية التي عنون بها سالم الفلاحات، المراقب العام السابق والمرشح المنافس لزكي سابقا، بيانه الذي أعلن فيه انسحابه من أي منافسة "إنني أسحب نفسي من مجرد التفكير بإشغالي موقع الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي، حتى لو جاءني ذلك على توافق وتفاهم، ولو اجتمع عليّ ضغط الإخوان الذين أحبهم، سيما وقد وجدت أن الله اختار لي الخير، وهو الذي طالما دعوته وطلبته أن يجعل لي مخرجاً وله الفضل والمنة".

وفي البيان، دعا زكي إلى الانسحاب "وماذا لو أصبحت أميناً عاماً لحزب جبهة العمل الإسلامي على أشلاء وحدة الجماعة، وعلى خلاف ونزاع تدمى له قلوب الإخوان والمحبين، وتكتب سطرا في صفحة تاريخ هذه الدعوة وتلقى الله على ذلك".

قوة الحركة الإسلامية ليس في عديد أصواتها وتصدرها للمواقع المنتخبة بقدر ما هو في التزامها بالقيم العليا التي يفترض أن يُضحّى لأجلها لا أن يضحى بها.

الغد



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات