الأوديسة الثانية!

تم نشره الإثنين 31st أيّار / مايو 2010 05:48 صباحاً
الأوديسة الثانية!
خيري منصور
منذ طفولتنا ونحن نسمع عن قبارصة يونانيين وأتراك ، وصفة القبرصي الوحيدة التي تخص العرب هي تلك التي كانت تطلق على كائنات تمتاز بالقوة وضخامة الحجم ، لهذا لن يكون القبارصة على اختلاف أنسابهم عربا أكثر من العرب ، خصوصا عندما يشاهدون عربا تقاعدوا مبكرا عن عروبتهم واستقالوا من تاريخهم وأصابهم الزهايمر الصهيوني في صميم ذاكرتهم.

وقبل هذا الموقف القبرصي من أسطول الحرية عرفنا من دول العالم من فتحت أبوابها لاسرائيل بعد ان رأت العرب يتخلون طواعية عن دورهم في اطول وأعقد صراع وجودي عرفه التاريخ الحديث ، ومن هؤلاء من قال بأنه لن يكون كاثوليكيا أكثر من البابا ومقدسيا أكثر من المقدسي ، لهذا فقد العرب الكثير من حلفائهم القدامى ، وتبرعوا بتقديم ذرائع مجانية لكل من كان يفكر باقامة علاقات مع اسرائيل ، وتلك بالطبع حكاية محفوظة عن ظهر قلب ، لنا نحن العرب ولمن نطالبهم بأن ينوبوا عنا في الصراع.

لم تكن قبرص ذات يوم مربط خيولنا ، لكنها كانت لبعض الوقت المنفى المفضل ، وبشروط أقل قسوة من المنافي الاوروبية الاخرى ، وأوشكنا أن نقتنع بأن قبرص هي البلد العربي الثالث والعشرون ليس لأن حزبا اضافها كنجمة الى علم وليس لأنها رحبت بالقادمين على سفينة من بيروت ، بل لأن الاقامة مدفوعة الثمن ، والحسابات لم تكن كما هي الآن وبهذا العسر.

لقد تلقت الجزيرة أمرا ونفذته على الفور ، ولكنها لم تتلق حتى عتابا باللغة العربية ، لهذا أوغلت في موقفها ، وتعاملت مع أسطول الاغاثة الأعزل حتى من عصا أو حصاة ، كما لو أنه حملة بحرية تتقدم نحو شطآنها.

اننا لا نلوم اي بلد في العالم اذا اتخذ موقفا لا يسر غير أعدائنا ، لأن هذه البراقش العربية جنت على نفسها وربما على أحفادها عندما قررت أن تعيش مسجاة في تابوت بدلا من أن تموت واقفة كالزيتون والسنديان.

ان الحرب البحرية التي أعلنتها اسرائيل ومن ينفذون أوامرها بلا مناقشة ضد أحرار العالم وناشطيه ممن يدافعون عما تبقى من خجل وشرف وأخلاق ، هي حرب أقل من دونكيشوتية بكثير ، وقد لا يجد دونكيشوت رفيقا مأجورا من طراز سانشوا كي يعود ليروي انتصاراته على سفن عزلاء الا من ضمائر من يبحرون عليها،.

مفارقات لا حصر لها يدخرها البحر المتوسط الآن لترويها أمواجه عندما يأزف موعد الأوديسة الثانية،
.(الدستور)


مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات