اردوغان.. تمنيناه مصريا عربيا

تم نشره الخميس 03rd حزيران / يونيو 2010 06:12 صباحاً
اردوغان.. تمنيناه مصريا عربيا
موفق محادين

بقدر ما ظهرت دولة العدو الصهيوني كعصابة اجرامية بقدر ما ظهرت تركيا كدولة معاصرة من الوزن السياسي الثقيل.. وبقدر ما ظهر قادة العدو الصهيوني كزعماء لعصابات ومافيات قتلة, ظهر اردوغان كرجل دولة يجمع بين الصلابة السياسية والمسؤولية, واكثر من ذلك, بين السلطان العثماني واتاتورك القومي.. ولم يعد بوسع اية عاصمة رأسمالية كبرى خاصة واشنطن إلا ان تراجع مصالحها الاستراتيجية المقبلة وتبحث عن شريك اقليمي من طراز تركيا.. فالفرق شاسع وكبير بين الحضور التركي وبين العصابة اليهودية التي تحتل فلسطين. ولعل ذلك ما اراد اردوغان ان يفهمه الجميع في خطابه الاخير.. فمقابل كيان اجرامي معزول ويشكل عبئا اخلاقيا وسياسيا على العالم كله, هو الكيان الصهيوني تقدم تركيا نفسها بصورة اخرى.

 

1- فهي من جهة, ابنة العالم الرأسمالي, من الاقتصاد الى الناتو كما انجزت ثورة دينية مماثلة عبر اسلام خليط من الصوفية والمدنية والليبرالية.. وهي من جهة ثانية ابنة الشرق وزعيمته لعدة قرون وتمتد مجالاتها الحيوية من اسيا الوسطى الى البانيا الاوروبية الى شمال افريقيا, مرة باسم اهل السنة والجماعة ومرة باسم الطورانية.. كما تسيطر تركيا على اهم خطوط النفط والغاز والبحار الرئيسية من الاسود الى قزوين الى المتوسط.

 

2- اما عربيا فحتى الشرق الذي ثار عليها بأعمدة لورنس السبعة, يشارك المزاج العثماني في مصر وافريقيا العربية, وذلك في غياب مصر, والحملة الامريكية الصهيونية اليومية ضد ايران الشيعية وربما كان على اردوغان ان يتذكر ايضا, ان الشهداء الاتراك على سفينة مرمرة سبقهم الاف الشهداء الاتراك دفاعا عن غزة في الحرب العالمية الاولى.

 

3- وبوسع الاتراك ان يذكروا اليهود انفسهم بان غالبيتهم الساحقة من اصول تركية خزرية, فاليهود الغربيون (الاشكنازيم) ليسوا سوى بقايا مملكة الخزر التركية المتهودة في القرن السابع الميلادي.

 

4- كما قدم اردوغان نفسه كزعيم ضد الارهاب مرتين: مرة في ثوب اسلامي مدني, ومرة حين ربط بين ارهاب الدولة الصهيونية وحادثة الاسكندرون التي نفذها حزب العمال الكردستاني في توقيت لا يقل غباء عن توقيت العدوان الصهيوني على سفينة مرمرة.

 

5- ومن قبل ومن بعد فان ملايين العرب تمنوا لو ان هذا الذي شاهدوه وسمعوه في البرلمان التركي, كان مصريا عربيا.

 

العرب اليوم



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات