بغداد تبرّئ المليشيات من خطف الأميركيين وواشنطن تتهم 3أطراف

تم نشره السبت 23rd كانون الثّاني / يناير 2016 10:42 صباحاً
بغداد تبرّئ المليشيات من خطف الأميركيين وواشنطن تتهم 3أطراف
حاول العبادي اللقاء بالمليشيات قبل لقاء كيري

المدينة نيوز - :  تتفاعل قضية اختطاف ثلاثة مواطنين أميركيين من بغداد، يوم الجمعة الماضي، يعملون لصالح شركة خاصة متعاقدة مع الجيش الأميركي في العراق، وتتباين المواقف حول هوية الخاطفين، بين اتهام عراقي لتورط عصابة منظّمة، وتأكيد أميركي لضلوع مليشيات عراقية في الأمر. وتعتبر عملية الخطف هذه، الأولى من نوعها التي تستهدف أميركيين في العراق منذ انسحاب القوات الأميركية.

وفي الوقت الذي تنفي فيه حكومة رئيس الوزراء، حيدر العبادي، وجود صلة للمليشيات بالعملية متهمة عصابات منظمة بالابتزاز والخطف، تؤكد واشنطن ضلوع ثلاث مليشيات بالعملية تابعة لما يعرف بـ"الحشد الشعبي" المؤلف من 53 مليشيا وفصيلاً مسلحاً تقدّم بعضها دعماً عسكرياً للجيش العراقي في حربه ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش". وتؤكد مصادر أمنية رفيعة المستوى في بغداد، لـ"العربي الجديد"، صحّة رواية واشنطن بضلوع مليشيا مسلّحة بالعملية.

وقال وزير الدفاع العراقي، خالد العبيدي، إن الأميركيين الثلاثة خطفوا على يد عصابة منظمة تنفّذ عمليات خطف وابتزاز. وأضاف العبيدي أن "معلوماتنا تشير إلى أن عصابة منظمة رصدت قدوم الأميركيين إلى المكان، الذي اختطفوا منه، مرات عدّة، وهو مكان مشبوه، فقاموا باختطافهم ولا نستطيع تحديد الجهة التي خطفتهم ما إذا كانت سنية أم شيعية"، وفقاً لقوله.

تصريحات العبيدي سبقتها تصريحات مماثلة لوزارة الداخلية في بغداد، والتي جاء فيها أن الأميركيين اختطفوا من شقة دعارة جنوبي بغداد في منطقة الدورة، فيما نفى العبادي تورط المليشيات بالعملية، مؤكداً أنّه يشكك "وبقوّة بعلاقة إيران بالعملية".

النفي العراقي بتورط المليشيات بالعملية، ردّت عليه واشنطن بأنّ وكالات المخابرات الأميركية، التي تحقق في عملية الخطف، تركّز في تحقيقاتها على ثلاث جماعات إسلامية متشددة لها روابط وثيقة بإيران، وهي "عصائب أهل الحق"، و"كتائب حزب الله" ومنظمة "بدر".

ونقلت وكالة "رويترز"، أخيراً، عن مصادر لم تسمّها في الإدارة الأميركية، أنه "على الرغم من ارتباط الجماعات بشدّة مع إيران، فإن الولايات المتحدة لا تعتقد أن طهران مشاركة في الخطف أو أن الرجال الثلاثة محتجزون في إيران". وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمس الأوّل الخميس، خلال اجتماع مع العبادي في منتجع "دافوس" السويسري، إنّ "الولايات المتحدة تعمل عن كثب مع العراق بشأن حادث خطف مواطنيها"، مضيفاً أنّه أثار القضية أيضاً خلال اجتماع مع نظيره الإيراني، محمد جواد ظريف.

في هذا السياق، يؤكد مسؤول رفيع المستوى في الحكومة العراقية، عدم صحة الرواية العراقية حول اختطاف الأميركيين، مبيناً أنها "غير منطقية خصوصاً بالنسبة للعراقيين". ويوضح أنّ "إعلان الحكومة العراقية والأجهزة الأمنية عن أنّ الأميركيين اختُطفوا من شقّة مشبوهة عارٍ عن الصحة".

ويضيف المسؤول العراقي أنّ "منطقة الدورة، وتحديداً حي الصحة، أقصى جنوب غرب بغداد، من المناطق النائية والفقيرة. وتتميز بأنّها شعبية عشائرية لا يمكن لها أن تؤوي مثل تلك الأماكن، خصوصاً أنّ وجهاء الحي وشيوخه نددوا بإعلان الداخلية، واعتبروه إساءة إلى سمعة المنطقة". ويتابع المسؤول ذاته أنّه "من غير المعقول، أن يتوجه ثلاثة أميركيين من قاعدتهم إلى أقصى جنوب غرب بغداد في حي شعبي فقير في شوارع لا تكفي لدخول سيارة، ويتركون مناطق معروفة بهذا النوع من التجارة مثل أبو نؤاس، والكرادة، والسعدون، وباب الشرقي وغيرها من وسط بغداد. كما أنّ هذه المناطق أكثر أمناً وراحة لغير العراقيين"، على حدّ وصفه.

ويبين المسؤول العراقي أن "المعلومات تشير إلى ضلوع مليشيا باختطاف الأميركيين والحكومة تسعى إلى تجنب الاصطدام بالمليشيات، خصوصاً إذا ما علمنا أنّ المجموعة المسلحة اختطفت الأميركيين من على الطريق العام الرابط بين منطقة الدورة ومطار بغداد بمحاذاة حي الصحة. واستخدمت سيارات تابعة لقوات الأمن العراقية (الشرطة الاتحادية)، ولا توجد أية شقة كما ذكرت الحكومة، وهناك شهود عيان يؤكدون ذلك. كما أنّ ذوي سائق السيارة، الذي كان يقل الأميركيين الثلاثة، أكدوا أنّ ولدهم أبلغهم بالتوجه إلى المطار وليس إلى مكان آخر، وهو مختف مع الأميركيين"، وفقاً للمسؤول ذاته.

من جانبه، يقول القيادي في جبهة "الحراك الشعبي" العراقي، محمد عبد الله، إنّ "اتهام بغداد لعصابات بجريمة الخطف غير قابل للتصديق. تكرار عمليات خطف الأجانب من العراق تقف خلفه مليشيات ولدوافع سياسية ومالية. وما يؤكد ذلك، إعلان كيري أنّه يبحث الموضوع مع نظيره الإيراني". ويضيف، أنّ "العبادي حاول لقاء زعماء تلك المليشيات التي سماها كيري أكثر من مرة، قبل سفره لحضور أعمال مؤتمر دافوس في سويسرا، من دون أن ينجح في ذلك بسبب رفض زعماء تلك المليشيات لقاءه"، واصفاً وضع الأخير بـ"المحرج".

ويضيف عبد الله أنّ "الحكومة تحاول تحاشي المليشيات في الوقت الحالي، وتسعى في الوقت عينه إلى إخراج المختطفين، فالأولى تعرف قدرة الأخيرة على إثارة الوضع". ويلفت القيادي ذاته إلى أنّ تحديد واشنطن ثلاث مليشيات من أصل 53 ضمن "الحشد الشعبي" من قبل واشنطن يستند إلى أن المليشيات الثلاث المتهمة لا تتبع لممثل المرجع الديني العراقي، علي السيستاني، بل هي من مقلدي المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، علي خامنئي، ونظام ولاية الفقيه الذي أعلن أكثر من مرة من بغداد تهديده باستهداف المصالح الأميركية في العراق، في حال زادت من تواجدها فوق الحد الذي يهدد باحتلال جديد للبلاد، وفقاً لتصريحات زعيم "العصائب"، قيس الخزعلي، وزعيم "بدر"، هادي العامري، بحسب القيادي. العربي الجديد



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات