كيف تساعد الإنترنت في التنمية؟

هذا السؤال هو محور تقرير البنك الدولي "التنمية في العالم 2016". وصار من نافلة القول الدعوة إلى توظيف الشبكية في الاتصالات والمعرفة، في تحسين الحياة؛ وأن ننظر ونعيد النظر فيما أضافته الإنترنت إلى حياتنا، وما يمكن أن تضيفه. فهي ثورة معلوماتية واتصالاتية هي الأعظم في تاريخ البشرية، كما يصفها تقرير البنك الدولي، وصار بإمكان 40 % من سكان العالم الوصول إلى شبكة الإنترنت، وبين أفقر 20 % من الناس يملك 70 % من الأسر أجهزة "موبايل".

يفترض أن تزيد شبكة الإنترنت و"الموبايلات" خيارات الناس وفرصهم في تحسين حياتهم ومواردهم. وعلى سبيل المثال، أمكن تخفيض كلفة تحويل الأموال، وأمكن لفئات كانت تواجه صعوبات وتحديات، مثل النساء وكبار السن والمرضى والمعوقين، المشاركة في سوق العمل. كما أتيحت فرص جديدة للعمل عن بعد، ونشأت أسواق وأعمال جديدة قائمة على شبكة الإنترنت.

ينظر التقرير هذا العام إلى التنمية من مبدأ التفاعل بين الاستيعاب الاجتماعي والكفاءة والابتكار. وفي ذلك فإن الحكومات والمجتمعات والأسواق يجب أن تبذل أقصى جهدها للتأكد من أن كل مواطن يشغل موقعا صحيحا وملائما في الإنتاج والتقبل واكتساب المهارات الضرورية اللازمة للقدرة على العمل والمشاركة. ومقياس التنمية في ذلك هو "الجميع"، ولا بأس من تكرار القول إن النماذج الرائدة وقصص النجاح لا أهمية لها تذكر إلا في سياق بيئة عمل ومشاركة تشمل جميع المواطنين، وبغير ذلك فإنها قصص تزيد الفجوة والشعور بالظلم والغبن ولا قيمة لها تذكر.

وفي الحديث عن الإنترنت والكفاءة، يجب الاهتمام بمسألة جديدة، من دونها ستقع العمليات التعليمية والاقتصادية والخدماتية في كارثة. ذلك أن الحوسبة والتشبيك أنشأتا حاجة إلى مهارات جديدة، وألغتا/ خفضتا/ غيّرتا الحاجة إلى مهارات ووظائف وأعمال قائمة أو كانت قائمة. ويدعو البنك الدولي في تقرير منفصل إلى الاهتمام بالاتجاهات الجديدة للعمل والأسواق عندما تحل "الروبوتات" محل نسبة كبيرة من الأعمال والمهن والحرف، بما في ذلك المهن التي تحتاج إلى تعليم وتأهيل متقدم، مثل الطب والجراحة والتعليم والصحافة والمحاماة.

في هذا السياق، يؤشر تقرير للبنك الدولي إلى مهارات ضرورية يجب أن يشملها التعليم والتدريب؛ مثل ممارسة القيادة، وحل النزاعات، وتكوين شبكات اجتماعية، والمهارات الاجتماعية للتعاون مع الآخرين وتحفيزهم في فريق، وإدارة العلاقات مع العملاء، ومهارات الاتصال، والمهارات الشخصية للإدارة الذاتية، وإصدار الأحكام السليمة، وإدارة المخاطر، وحل المشكلات، والقدرة على التفكير النقدي والتحليل والتعلم، والقدرة على اكتساب المعرفة الجديدة.

(الغد 2016-01-27)