الباب العالي الجديد (1-2)

تم نشره الثلاثاء 08 حزيران / يونيو 2010 04:56 صباحاً
الباب العالي الجديد (1-2)
موفق محادين

قبل خمسة قرون اطاح العثمانيون الاتراك بآخر حكام مصر الفاسدين على دفعتين في مرج دابق (1516) قرب حلب ثم على باب زويله في القاهرة, وحولوا الدولة العثمانية التي تكرست كقوة صاعدة بعد فتح القسطنطينية (بيزنطة) الى امبراطورية كبرى (1453) وشاءت الاقدار ان تتحالف بيزنطة الجديدة (الاستعمار البريطاني والفرنسي) مع المهزومين في مرج دابق لطرد تركيا على دفعتين على الحدود المصرية في غزة ثم قرب حلب في بلاد الشام.

وكان الفارق الوحيد هو الموقف اليهودي, فمقابل دور الاتراك في انقاذهم من المذابح المسيحية ضدهم في الاندلس ودمجهم في الدولة العثمانية فيما عرف بيهود الدونمه, لعب اليهود دورا كبيرا في هزيمة العثمانيين في الحرب العالمية الاولى بعد ان زودوا الجيش البريطاني في معركة غزة بغاز الخردل..

وها قد لاحظتم ايها الاصدقاء والقراء الاعزاء ان شبح مرج دابق وفتح القسطنطينية يحوم من جديد من دون مدافع وفي مفارقة لم يفطن لها احد: لا ماركس في حديثه عن التطويب المسلح ولا المستشرقين الاوروبيين, بل ان هذه الخلطة التركية (الطورانية القومية واسلام الزوايا الصوفية) لا تقدم ابدا كذلك ولا تقول تركيا كما الصين انهما قوى عظمى صاعدة...

وقد لا يعرف كثيرون هنا ان الاسطول التركي غير المسلح لفك الحصار عن غزة مقابل الطبعة الاصلية القديمة (الاسطول المسلح لفتح القسطنطينية والمدافع في مرج دابق) جاء على خلفية شديدة الاهمية:-

1- الفاتورة الضرورية لاية قوة صاعدة في الشرق العربي والاوسط وهي تحقيق انجاز ما على الصعيد الفلسطيني.. ويبدو ان الاتراك حققوا تقدما كبيرا يليق بهذا الاداء السياسي الرفيع مقابل انحطاط النظام الرسمي العربي ومراكزه (السنية) المتواطئة مع العصابات اليهودية التي تحتل فلسطين.. ويقال هنا ان الاتراك قرروا فتح ميناء خاص في غزة بعيدا عن المصريين واليهود وحصارهما المشترك للقطاع وهو ما قد يفسر كرم القاهرة المفاجئ لفتح المعابر, والهستيريا اليهودية الاجرامية ضد سفينة مرمرة التركية والمتضامنين العزل فيها.

2- وقريبا من لغة الموانئ وخطوط النفط والغاز كانت تركيا وفي مفارقة اخرى قد تفاهمت مع روسيا (عدوها القديم من بطرس الى الشيوعيين) على خطوط جديدة للنفط والغاز على حساب الملاحق الشيوعية الروسية السابقة في اكرانيا وجورجيا.

3- اما الجوائز الكبرى, فتشير الى انقلاب في المعادلات العالمية وليس الاقليمية وحسب, وستجد امريكا نفسها مرغمة ومضطرة الى الاستسلام لهذه الوقائع الجديدة والتعامل مع تركيا كشريك عالمي واقليمي معا, اما ضحايا هذه الشراكة فهم ما يعرف بعرب الاعتدال وكذلك دولة العصابات اليهودية الى جانب القوى الصاعدة الاخرى, ايران والصين, واكرانيا وجورجيا والاكراد والشيشان.

العرب اليوم



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات