محمد القيق: 77يوما من الإضراب... لا حدود للتحدي

المدينة نيوز - :  يمضي الصحافي المعقتل، محمد القيق، في إضرابه عن الطعام لليوم السابع والسبعين على التوالي، في إضراب أسطوري حطم معه القيق جميع مراهنات الاحتلال ومحاكمه العسكرية على قدرة رجل واحد على الاحتمال والصمود.

راهن الاحتلال الإسرائيلي على الوقت، أن المزيد من أيام الجوع والتردي في وضع القيق الصحي، والشوق لعائلته وصغاره سيجبره على كسر إضرابه، ففشل بعد أن وصل الصحافي الأسير إلى اليوم السابع والسبعين،.لم يتحدث مع عائلته سوى عبر اتصال هاتفي واحد عندما تعدى إضرابه يومه السبعين، وأخبرهم بصوت واهن وكأنه شيخ يحتضر: "أنا معنوياتي عالية".

لم ينجح رهان الاحتلال على الوقت، فاختارت محكمة الاحتلال العليا التحايل على القيق وصموده، بإصدار قرار بتعليق اعتقاله الإداري، لكن الخداع الذي تنتهجه قوات الاحتلال ما عاد ينطلي على الأسرى الذين يراكمون تجارب الصمود والوعي، فرفض القيق، وقال وهو على فراش سريره في مستشفى العفولة الإسرائيلي العسكري مخاطباً عائلته والشارع الفلسطيني: "لا تنخدعوا بقرار المحكمة".

وسبق أن اتبعت سلطات الاحتلال الخديعة ذاتها مع الأسير المحرر محمد علان، حيث قررت تعليق اعتقاله بعد إضراب عن الطعام استمر 65 يوماً، وبعد أن استقر وضعه الصحي، فوجئ الجميع بإعادته لإكمال فترة اعتقاله.

يناور الاحتلال عبر ضباطه وأطبائه رجلاً واحداً مقيداً بسرير المستشفى، يرفض أن يأخذ الأطباء وزنه أو يخضعوه للفحص الطبي، وحتى عندما دخل في غيبوبة واستفاق على أنبوب مثبت في وريده انتزعه رافضاً العلاج القسري، ومتمسكاً بقراره "الحرية أو الشهادة"، وأكثر ما يستطيع أن يحمله الآن الصحافي ابن (33 عاماً) هو ورقة وقلم.

ويقول رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، عيسى قراقع، لـ"العربي الجديد": "يرفض الأسير القيق أن يقوم الأطباء بمعرفة وزنه وإجراء أي فحوصات طبية، محامو الهيئة أخبرونا أن القيق بات هيكلاً عظمياً، وموته متوقع بأي لحظة إثر جلطة بعد أن دخل وضعه الصحي مرحلة حرجة".

في مبادرة من نيابة الاحتلال، والتي لم يُعرف عنها يوماً أنها بادرت لإنهاء إضراب أي معتقل فلسطيني، لأن المبادرة بحد ذاتها تعني أن الاحتلال بات يدرك مأزقه، بادرت النيابة في عرض لإنهاء اعتقال الأسير القيق في الأول من مايو/أيار 2016، وعدم تجديد اعتقاله الإداري مرة ثانية، لكن القيق، حتى الآن، يرفض ويصر على موقفه "بأنه سيوافق على عرض لإطلاق سراحه يستغرق مدة تنفيذه مسافة وصول سيارة الإسعاف إلى مستشفى العفولة الإسرائيلي وتنقله إلى مستشفى فلسطيني لتلقي العلاج".

لا أحد يعلم إلى ما سيفضي الضغط على الاحتلال، سواء من القنوات الرسمية في السلطة الفلسطينية والشعبية، حيث تنظر القيادة الفلسطينية بخطورة كبيرة لاستشهاد القيق، الذي من الممكن أن يؤدي إلى انفجار لا أحد يرغب فيه لا السلطة الفلسطينية ولا الاحتلال الإسرائيلي، لذلك تحمل الساعات القادمة تطورات مهمة في قضية القيق.

الصحافي الأسير الذي رفع سقف الإضراب الفردي عن الطعام لأكثر من 77 يوماً، متجاوزاً أقرانه من الأسرى، مثل خضر عدنان، الذي وصل أول إضرابه إلى رقم قياسي هو 67 يوماً عام 2012، والثاني إلى 55 يوماً عام 2014، فيما وصل المحامي محمد علان إلى 65 يوماً عام 2014، لديه هدف واحد قاله بصوت ضعيف: "أريد أن أغلق باب ظلم كبير لشعبنا اسمه الاعتقال الإداري". العربي الجديد