تساؤلات حول الوحدة والقومية العربية!

بعد أيام، تمرّ علينا الذكرى الثامنة والخمسون لإعلان الجمهورية العربية المتحدة، دولة الوحدة بين مصر وسوريا، ولا نظنّ أنّ إي احتفالات ستقام بتلك المناسبة، فالدول العربية صارت تُحاول الحفاظ على تماسكها، وعدم تقسيمها، أكثر من أن تحمل وهم الوحدة مع دول عربية أخرى.

تلك الوحدة استمرت أقلّ من ثلاث سنوات، وانتهت بالانفصال وتبادل الاتهامات، وسبقتها وحدة ضفّتي نهر الأردن، واستمرت سبعة عشر عاماً، فانتهت عملياً بالاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية، ولكنّها تواصلت نظرياً حتى قرار فكّ الارتباط في العام 1988.

ومرّت على العرب وحدات صورية، لم تستمر أكثر من زمن جفاف الحبر الذي وُقّع عليها، ولكنّ الوحدة الحقيقية التي تواصلت منذ قيامها حتى الآن هي دولة الإمارات العربية المتحدة التي تضمّ سبع إمارات، ولا شيء يؤشر إلى فشلها، وصارت أمراً واقعاً.

ذلك الفشل الذريع في توحيد العرب، والاقتتالات الداخلية التي تشهدها دولهم هذه الأيام، باتت تطرح التساؤلات حول فكرة القومية العربية من أساسها، خصوصاً وأنّ العنوان الوحيد الذي ظلّ يجمع العرب هو مؤتمرات القمّة، وهذه أيضاً صارت موضع شك في عقدها.

(السبيل 2016-02-10)