فتح وحماس: يومان من «الحكي»!

تم نشره الأربعاء 10 شباط / فبراير 2016 01:22 صباحاً
فتح وحماس: يومان من «الحكي»!
محمد خروب

باستثناء الاخبار التي تتداولها وسائل الاعلام في شأن مباحثات «المصالحة» التي أجرتها حركتا فتح وحماس في العاصمة القطرية الدوحة، ليس ثمة اهتمام جدي بما يجري بين الثنائي الذي يُمسِك بالقضية الفلسطينية ويرتهن شعبها المظلوم, لمزاج قيادتيهما وصراعهما المفتوح على السلطة وبكل ما يترتب على هذا الصراع، الذي طال, ولا يلوح في الأفق انه مرشح للانتهاء، من تداعيات وآثار سلبية على مصالح الشعب الفلسطيني اليومية، ناهيك عن التردي واشاحة النظر, عربياً ودولياً وخصوصاً فلسطينياً, عن القمع والقتل والترويع والتنكيل,فضلاًعن الاستيطان والتهويد والأسرَلة, الذي تقارفه سلطات الاحتلال الاسرائيلي الفاشي والعنصري، الذي لا يجد من يكبحه او حتى يُطلق تصريح ادانة او «يُهدِّد» باللجوء الى الأمم المتحدة التي حاول امينها العام بان كي مون، ان يُبدي بعض الانسجام في وظيفته التي ستنتهي هذا العام، ما لبث ان تراجع ولاذ بالصمت، بعد ان شَنّت عليه اسرائيل وانصارها حملة شعواء، فعاد الى سيرته «الأولى» التي بدأت قبل تسع سنوات ونيف، عندما كان «أميناً» مع المهمة التي جيء به كي يُنفذها، ويُمسك العصا من المنتصف ويبرئ اسرائيل من جرائم الحرب والارتكابات التي قارفتها طوال مدة ولايته، مُكرِراً الأسطوانة الاميركية الصهيونية المشروخة والمُستَفِزّة التي تقول: ان من حق اسرائيل ان تدافع عن أمنها ومواطنيها.

ما علينا..

يومان من الحكي بين حماس وفتح في الدوحة, ولم يخرج ما وُصِفَ بأنه «تصوُّر عملي» للمصالحة, الذي قيل انه تم التوصل اليه، عن تلك الموضوعات والملفات الخلافية التي حكمت علاقتهما منذ ما تصفه فتح بالانقلاب الذي قادته حماس ضد السلطة الشرعية (..) منذ نحو من عشر سنوات، سواء في ما خص معبر رفح ,الذي بدا للحظة وكأنه يُلخّص القضية الفلسطينية ويختزلها في وصول حرس الرئاسة (..) اليه واشرافه عليه، ناهيك عن حكاية ابريق الزيت التي لا تنتهي في شأن حكومة الوحدة الوطنية التي تُولد ميتة، ويحيط بها خطر الانهيار في حال تم الاختلاف على «حقيبة» او تمثيل عددي لما يصرّون دائماً على تذكيرنا به، وهو حصة المحافظات الجنوبية (قطاع غزة) من الحكومة العتيدة، وما ستحصل عليه المحافظات الشمالية (الضفة الغربية المحتلة والقدس) من امتيازات ومناصب، لا يعمل اصحابها شيئاً, سوى المُراكمة على المزيد من الامتيازات وملء الوزارات (الوهمية كما يجب التذكير) بالانصار والازلام والمحاسيب, الى ان تتكشف الامور (في غالب الاحيان) عن فساد عميم وسرقات ونهب, لا يلبث اصحابها عند استشعار الخطر أن «يهربوا», كما حصل دوماً منذ عهد ياسر عرفات حتى الان.

وبصرف النظر عن التصريحات «الوردية» التي يُطلقها مسؤولو الحركتين, بعد يومي الدوحة الاخيرين والزعم بأن المباحثات جرت في اجواء «اخوية» وتميّزت بالصراحة وغيرها من المفردات والمصطلحات التي تشيع التفاؤل أو تُخفي النيات وحقيقة ما في القلوب, التي لا يعلمها الا الله و اصحابها, فإن من المهم مناقشة او الاضاءة على ما تم تسريبه من «توافقات» قيل أنها اتفاق او ورقة عمل بشأن المصالحة سيتم رفعها الى المؤسسات «القيادية» في الحركتين للتوافق عليها, دون أن يُهملوا بالطبع العبارة المكرورة وفارغة المضمون من انه سيتم «التشاور» مع الشخصيات الوطنية والفصائل الاخرى, ليأخذ مساره الى التطبيق «العملي».. وبالطبع لا يكون لمن ذُكِروا في النهاية أي دور سوى «البصم» والاصطفاف الى جانب أحدهما, تحت طائلة العقاب عبر منع الرواتب والامتيازات وعضوية اللجان الكثيرة التي تعج بها اروقة السلطة الفلسطينية وهياكلها.

قيل في التسريبات: ان حماس وافقت على تسليم معبر رفح الى حرس الرئاسة, فيما موظفو حماس في المعبر نفسه, سيبقون في مواقعهم.. فأين الجديد في هذا؟ وهل من أجله تجري عملية عرقلة المصالحة؟

ثم..

قيل أنه تم التوافق على تشكيل حكومة وحدة وطنية, تعمل على الاعداد للانتخابات الرئاسية والتشريعية وعقد المجلس الوطني والتحضير لاجراء الانتخابات فيه, بعد «موافقة» حماس على المشاركة في منظمة التحرير الفلسطينية.

صح النوم.. ألم نكن في الفيلم هذا منذ وقت طويل... ولم «يمشي»؟

ثم.. نأتي الى الأهم, في نظر الحركتين بالطبع, اللتين زعمتا انهما قررّتا تطبيق ما جاء في اتفاق القاهرة المتعلق بالاجهزة الامنية, بحيث يتم تشكيل لجنة امنية عليا والطلب من «جامعة الدول العربية» العمل على تشكيل هذه اللجنة والبدء بعملها.. فوراً!

هل ثمة جديد, سوى أن كل ما جرى من «حكي» ,حتى الان, يعكس صراعاً محموماً على السلطة والمناصب والامتيازات, وان الحركتين شعرتا بأنهما على وشك التصدع والتشطي عند أي منعطف جدّي, اسرائيلي أو داخل السلطة أو في علاقاتهما العربية المتردية مع معظم ,إن لم نَقُلْ كل الدول... على اكثر من صعيد؟

(الرأي 2016-02-10)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات