العرب وخوسيه مارتي واللقاء التاريخي بين الكنيستين !

تم نشره الإثنين 15 شباط / فبراير 2016 12:43 صباحاً
العرب وخوسيه مارتي واللقاء التاريخي بين الكنيستين !
محمد كعوش

اللقاء قصير ، استغرق ساعتين ، ولكن الاعداد له استغرق سنوات طويلة . هو لقاء تاريخي ، لأنه جمع بين رأس الكنيسة الكاثوليكية ورمز الكنيسة الارثوذكسية بعد قطيعة دامت الف عام ، او أقل بقليل. هذا اللقاء التاريخي الفريد بين بابا الفاتيكان فرنسيس وبطريرك موسكو وعموم روسيا كيريل قد تم في مطار خوسيه مارتي في هافانا عاصمة كوبا الشيوعية ، ولم يعقد في مطار اي عاصمة تابعة للراسمالية المتوحشة ، فجاء كانه مصالحة بين الكنيسة بمذهبيها وبين الشيوعية بشكلها المعاصر أيضا.
اما عنوان ، أو مكان اللقاء فله رمزية اخرى . اعتقد أن المجتمعين يعرفون من هو خوسيه مارتي ، او قرأوا عنه ، ويعرفون لماذا اطلق كاسترو اسمه على هذا المطار الدولي تكريما له وتخليدا لاسمه . هو السياسي والشاعر والكاتب والفيلسوف الكوبي من أصل اسباني ، الذي ناضل من اجل استقلال كوبا قبل مائة عام من الثورة الكوبية بقيادة كاسترو . واللافت أن خوسيه مارتي من اكثر المعجبين بالحضارة الاسلامية ، وهو معجب بالحضارة العربية بالرغم من انه لم يزر أي بلد عربي ، فهو القائل : « العرب اكثر الامم نبلا واناقة على وجه هذه الارض « ، وأول مسرحية كتبها في صباه كان عنوانها « عبدالله « وبطلها مصري من النوبة ، أما ديوانه الشعري فعنوانه «اسماعيل الصغير» .
واذا كان اسم خوسيه مارتي حاضرا في هذا اللقاء التاريخي بين بابا الفاتيكان وبطريرك الكنيسة الارثوذكسية الروسية ، فالقضية العربية كانت حاضرة ايضا . فالاجتماع الذي لم يعقد منذ الف عام ، فرضته واستعجلت انعقاده التطورات في الشرق الاوسط ، وفي البلاد العربية ( العراق وسوريا ) بالذات ، من اجل بحث قضية « اضطهاد وطرد المسيحيين « من الشرق الاوسط .
والحقيقة أن بابا الفاتيكان فرنسيس يعتنق سياسة الانفتاح والتسامح منذ وصوله الى رأس الكنيسة الكاثوليكية ، وقام بجولات واسعة شملت الجهات الاربع من العالم . ويبدو اليوم أن سياسة الكرملين الخارجية في عهد الرئيس بوتن قد فتحت الطريق امام البطريرك كيريل للتحرك خارج حدود روسيا ، من اجل التواصل الديني والانساني مع لأخر ، مع ضرورة الاشارة الى أن الدول الاوروبية وروسيا متمسكة بمبدأ فصل الدين عن الدولة ، لذلك لن يكون للكنيسة أي دور سياسي .
وعلى سيرة اضطهاد المسيحيين في الشرق ، واجبارهم على النزوح فالاحتلال الاسرائيلي هو البادىء بتطبيق هذه السياسة، خصوصا في القدس المحتلة . اما في سوريا والعراق ، أستطيع التاكيد بأن الاضطهاد والتهجير والطرد شمل كل الطوائف دون تمييز ، على ايدي المنظمات الارهابية التكفيرية . واذا دققنا في هويات اللاجئين الهاربين من جرائم المنظمات الارهابية نستطيع التعرف على هوياتهم الطائفية ، لنعرف أن الكثير من المسلمين ، الى جانب المسيحيين ، هم ضحايا القتل والسلب والنهب والتهجير والاغتيال والاغتصاب ايضا .
والحقيقة التي يعرفها الجميع ، ويتجاهلها البعض ، هي ان الدول الغربية داعمة بقوة لهذه التنظيمات، او أنها تشكل الغطاء السياسي والاعلامي للدول الداعمة ، وهي التي تعيق الوصول الى حل سياسي جذري يقود الى انهاء الصراع المسلح ، ووقف شلال الدم في سوريا ، قبل الوصول الى مرحلة الاشتباك الدولي الواسع في المنطقة .

(المصدر: الرأي 2016-02-15)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات