السنة بسامراء يخشون إجبارهم على الرحيل

تم نشره الثلاثاء 16 شباط / فبراير 2016 11:24 صباحاً
السنة بسامراء يخشون إجبارهم على الرحيل
سامراء مدينة تاريخية تبعد 125 كيلومترا شمال غربي بغداد
يرفض المسؤولون في الحكومة والزعماء الشيعة الحديث عن أي مساعٍ لتغيير التركيبة السكانية للعراق، لكن عرقلة عودة ثلاثة ملايين لاجئ سني بعد استعادة مناطقهم من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية، يلعب دورا مهما في تعزيز هذه المخاوف.

المدينة نيوز - : بعد موجة الهجمات وأعمال العنف التي طالت مواطنين سنّة في شهر يناير/كانون الثاني الماضي في محافظة ديالي شرق العراق، بات الكثير من السكان السنة في مدينة سامراء يشعرون بأنهم ليسوا في مأمن من مثل تلك الاعتداءات.

ومع تعاظم النفوذ الشيعي في سامراء، أُغلقت في محيط مرقد العسكري -وهو أحد أبرز المزارات الشيعية- متاجر ومنازل مملوكة لسكان سنة يمثلون أغلبية في المدينة، وسط مخاوف من إجبارهم على النزوح وتقسيم المنطقة على أساس طائفي.

وفجّر تدمير مرقد الحسن العسكري -الإمام الحادي عشر للشيعة الاثني عشرية- في 22 فبراير/شباط 2006، موجة هجمات انتقامية أودت بحياة عشرات الآلاف وأغرقت العراق في حرب أهلية طائفية، رغم أن أحدا لم يصب في التفجير ذاته.

وتعكس مخاوف أهالي سامراء شعور كثير من السنة الذين يخشون الطرد من مناطق حساسة يقولون إن "الشيعة يسعون للسيطرة عليها".

كما أدى اعتماد الحكومة على الجماعات الشيعية كقوة عسكرية موحدة عوضا عن الجيش الوطني، إلى تعميق مشاعر انعدام الثقة بين الطوائف الدينية.

توسيع المرقد

ويستهدف المشروع الإنشائي لترميم مرقد العسكري -الذي كلف ملايين الدولارات وفق مسؤوليْن محليين- دمج المناطق القريبة إلى الموقع.

وقال كامل عباس عضو المجلس المحلي لمحافظة صلاح الدين التي تتبعها سامراء، إن "نحو 2500 متجر وألف منزل مملوك للسنة قد أغلقت".

وأضاف عباس أن توسعة المرقد -الذي يوصف بالمسجد الذهبي- سوف تحرم الآلاف من سكان سامراء من الحق في استخدام أملاكهم.

واضطر بعض السكان إلى بيع ممتلكاتهم بأسعار مرتفعة قبل عام، لكن مسؤولا في المدينة طلب عدم ذكر اسمه قال إنهم "لجؤوا لذلك في الأساس بعدما منعتهم قوات الأمن من الوصول إلى متاجرهم ومنازلهم، أو أوقفت خدمات عامة عنهم كجمع القمامة".

وأضاف لرويترز "أنهم يصنعون مدينة شيعية ومدينة أخرى سنية، مثل الأعظمية والكاظمية" في إشارة لمنطقتين متجاورتين في بغداد.

بيع بالتراضي

في المقابل شدد مدير العمليات بالمرقد أحمد المهدي على أن نزع ملكية أي مكان قريب من الضريح تمَّ بالتراضي ومقابل تعويض.

وأضاف لرويترز أن عملية الاستملاك سابقا في العتبة العسكرية هي عملية رضائية لا قضائية، مشيرا إلى أن عملية التوسيع موجودة في كل المقامات الإسلامية في العالم الإسلامي وليس في سامراء فقط.

واعتبر المهدي أن الوضع الأمني الخاص بسامراء القريبة من خطوط القتال الأمامية مع تنظيم الدولة الإسلامية يتطلب إجراءات احتياطية، لكنه عاد ووصفها بأنها إجراءات "طبيعية" ولا تختلف عن تلك المطبّقة في أماكن بجنوب العراق بعيدة عن دائرة القتال، نافيا أن يكون السكان محرومين من الخدمات العامة.

إجراءات مشددة

ويتدفق ملايين الزوار الشيعة -ومعظمهم من إيران المجاورة- إلى سامراء سنويا، وهي مدينة تاريخية تبعد 125 كيلومترا شمال غربي بغداد.

ويفرض مقاتلون شيعة يتسلحون بالرشاشات ويرتدون زيا أسود، طوقا أمنيا يمتد مئات الأمتار حول المرقد، وينتمي معظم المسلحين إلى سرايا السلام التابعة لرجل الدين الشيعي ذي النفوذ مقتدى الصدر.

وتمنع الجدران المقاومة للانفجارات والبوابات الحديدية الحركة حول المرقد، في حين أُغلقت المتاجر التي تقع ضمن الطوق الأمني أو هجرها أصحابها.

ويقتصر النشاط البشري الوحيد على الحراس الذين يسيرون دوريات في المنطقة، والزوار الذين يُنقلون بالحافلات إلى المرقد.رويترز



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات