أدبيات الثورة العربية الكبرى بين التوثيق والقراءة التاريخية

المدينة نيوز:- رفدت الثورة العربية الكبرى بوصفها حدثا مشهودا في مسيرة النهضة العربية ادبيات المكتبة العربية بألوان من القراءات والدراسات والأبحاث العميقة في موضوعات التحرر والتنوير والنهضة العربية.
وحول كيفية تناول الكتب والأدبيات العربية للثورة يقول مدير عام دائرة المكتبة الوطنية محمد يونس العبادي لوكالة الانباء الاردنية (بترا)، إن أغلب المراكز المتخصصة في الثوثيق والمكتبات الوطنية في البلدان العربية تمتلك العديد من المعلومات والبيانات والوثائق المتعلقة بالثورة العربية الكبرى، مشيراً الى ان المكتبة الوطنية العراقية التي تأسست في العام 1926يتواجد فيها الكثير من الوثائق "المؤرشفة"، حتى أن بعضها كان في "صناديق" متخصصة لحفظها وحمايتها.
وأضاف، ان المكتبة الوطنية اللبنانية كان لديها ايضا العديد من المعلومات والصور المتعلقة بالثورة قبل أن تنتهي المكتبة في سبعينيات القرن الماضي بسبب الحروب، لافتاً في الوقت ذاته إلى المكتبة الوطنية السورية والمراكز المتخصصة التي تحتوي على العديد من الوثائق والمعلومات والصور المتعلقة بالثورة ومسارها، بالإضافة إلى ما كتبه المثقفون والمتنورون في تلك الحقبة الزمنية التي شكلت أساساً لهم في تحقيق النهضة والتطور لبلدانهم.
واعتبر العبادي أن الاهتمام بالثورة العربية الكبرى تركز في المشرق العربي (سوريا، لبنان، فلسطين، الحجاز، العراق، الأردن)، حيث تمتلك هذه الدول العديد من الوثائق والصور التي تمت أرشفتها عن الثورة، بالإضافة إلى الوثائق التي يحوزها بعض الأشخاص والباحثين والمؤرخين، لافتاً الى أن أهم المشاريع المطروحة حالياً تكمن في الإعلان عن مسابقة للوثائق والصور المتعلقة بالثورة العربية الكبرى، حيث سيتم الإعلان عن جوائز مختلفة لمن يقوم بتقديمها.
وأشار إلى أن الاهتمام بالنهضة العربية وأدبياتها وامتداد رسالتها تبناه العديد من الباحثين في بلاد الشام والعراق، بالإضافة إلى بريطانيا وتركيا، لافتاً إلى أن جريدة القبلة شكلت سجلا حافلا بكل ما يتعلق بالنهضة العربية، حيث كان يشرف عليها الشريف الحسين بن علي ويراجعها قبل صدورها.
وبين أن دائرة المكتبة الوطنية ستعد ضمن احتفالاتها بمئوية الثورة العربية الكبرى "بيبلوغرافيا" تشمل كل ما كتب عن الثورة بصرف النظر عن اللغة التي صدرت بها.
وحول مدى إنصاف المكتبة العربية للثورة يقول العبادي، إن الثورة العربية أنصفت وثائقياً ولم تنصف بالنشر، حيث وثقت الكثير من الوثائق في المكتبات والمراكز المتخصصة، لكن لم توثق بالنشر وبقيت على حالتها محفوظة كوثائق، موضحاً أن الثورة لم تنصف لأن رسالتها لم تصل إلى المواطن العربي بوجه عام.
واكد أن المطلوب الآن يكمن في إيصال خطاب النهضة العربية لشباب اليوم، والتركيز على ترسيخ مبادئ وأهداف الثورة العربية الكبرى التي تعد أهم المنعطفات الأساسية في تاريخ المنطقة.
وفي ذات السياق يوضح مساعد الأمين العام لوزارة الثقافة الدكتور أحمد راشد، أن الكتب العربية نوعان (أكاديمية وتربوية)، حيث تشكل الكتب الأكاديمية المراجع والدراسات المتعددة التي تطرقت إلى الثورة ومراحلها وكيفية الاستفادة منها، وهذا ما أكدته كتابات مؤرخي بلاد الشام والحجاز، الذين قدموا معلومات وافية عن الثورة.
وأضاف، ان الأدبيات المصرية لم تكن "متحمسة" لتناول الثورة العربية كمصلحة عامة، الأمر الذي يؤكد تغلب الناحية السياسية على التاريخية في هذا المجال، لافتاً إلى ان كتب وأدبيات المغرب العربي ظلت على تماس مع محطات الثورة لكن يعوزها التخصص والشرح والمنهجية في تناول مبادئ وأهداف ونتائج الثورة بصفة عامة.
وعن الكتب في الجانب التربوي (التعليمي) في الدول العربية يقول راشد، إن موضوعات الثورة العربية الكبرى ظل حضورها يتفاوت من دولة إلى أخرى بحسب النظام السياسي، الأمر الذي يؤكد غياب الموضوعية والدقة التي يتحملها بعض الباحثين والمؤرخين، مختتماً حديثه بأن الكتب والأدبيات العربية لم تنصف ما قامت به الثورة العربية الكبرى، لأن معظم الباحثين ركزوا على مسار الثورة وليس على جوهر وأهمية دورها التنويري والبعد التحرري فيها.
(بترا)