ندوة في العقبة عن مخاطر الفكر المتطرف والإرهاب

المدينة نيوز - : افتتح وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الدكتور هايل داود وبالتعاون مع جماعة عمان لحوارات المستقبل وبمشاركة الدكتور جواد العناني ورئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الدكتور هاني الملقي اليوم السبت في مدينة العقبة الندوة الحوارية " أمة واحدة في مواجهة فتنة التكفير" والتي هدفت إلى توعية الأئمة والوعاظ وقادة المجتمع بمخاطر الفكر المتطرف والإرهاب.
وجاءت الندوة التي أقيمت في غرفة تجارة العقبة وحضرها الأئمة والوعاظ والواعظات وخطباء المساجد في مدينة العقبة ،و رئيس جماعة عمان بلال التل، إلى جانب عدد من رجال الدين المسيحي ونشطاء وممثلين عن مؤسسات المجتمع المدني ومسؤولين رسميين وعدد من أبناء المجتمع المحلي في العقبة؛ ضمن مبادرة " أمة واحدة في مواجهة فتنة التكفير" والتي أطلقتها جماعة عمان لحوارات المستقبل ضمن فعالياتها في المحافظات وبالتعاون مع وزارة الأوقاف.
وهدفت الندوة الحوارية إلى تسليط الضوء على مخاطر الفكر التكفيري ومباني الإرهاب التي تعاني منها المنطقة العربية والعالم والذي يشكل خطرا على المجتمعات والدول والمنجزات، وتوعية الأئمة والوعاظ والواعظات بضرورة محاربة هذا الفكر من خلال المؤسسات الدعوية والاجتماعية وإبراز صورة الإسلام الحقيقي الذي يتسم بالتوازن والتسامح وقبول الآخر.
وناقش الدكتور جواد العناني مخاطر الفكر التكفيري المتطرف على الفرد والمجتمع والدولة، ودور التنظيمات الإرهابية في تفتيت المجتمعات والدول وتقسيمها إلى طوائف ودويلات صغيرة ، ودورها في هدم المنجزات الحضارية وإهدار الكرامة الإنسانية وإفساح المجال لقوى الهيمنة للتدخل المباشر في شؤون تلك الدول ما يشكل خطرا على تاريخ وقيم المنطقة وحضارتها وهويتها.
وأضاف العناني أن الأردن قيادة وشعبا استطاع الصمود في وجه تلك التنظيمات المتطرفة من خلال الاستراتيجيات التي تنتهجها القيادة الهاشمية الحكيمة في محاربة جذور الإرهاب والدفاع عن قيم الإسلام السمحة ،مبينا أن المجتمعات الإنسانية تستقر بواسطة التوازنات الطبيعية والقيم الراسخة والثقة المجتمعية.
ودعا إلى تبني الفكر الوسطي المعتدل الذي يمتلك المحتوى المتوازن في جميع القضايا داعيا الأئمة والدعاة والمثقفين إلى ممارسة دورهم التوعوي لمواجهة الفكر المتطرف والعمل على نشر الوعي لدى الفئات الشبابية واستيعاب آرائهم وطاقاتهم ليكونوا لبنة صالحة تبني مجتمعاتهم وتحقق آمالهم في خدمة وطنهم.
واستعرض الدكتور داود في ورقته النقاشية دور الوزارة في تأهيل كوادرها من الأئمة والوعاظ والدعاة لفهم صورة الإسلام الصحيح وتقديمه بتلك الصورة بعيدا عن التشويه والتعسف ،مبينا أن الإسلام جاء ليحمي ويحافظ على كرامة الإنسان وأن الغلو والتشدد والخروج عن الوسطية تشويه لصورة الإسلام الناصعة.
وأضاف أن الجماعات الإرهابية قدمت المبررات لأعداء الأمة ليتمكنوا من تنفيذ خططهم بتمزيق وتفتيت الدول والسيطرة على مقدراتها مشيرا إلى أن الخروج من الأزمة لا يكون إلا بتبني النهج الوسطي المعتدل في الخطاب الإسلامي دون تقديم أي تنازلات عن ثوابت الشرع الحنيف.
وشدد الداود على ضرورة تكاتف الجهود من قبل الوزارة والمؤسسات ومنظمات المجتمع المدني ومختلف القطاعات لمواجهة الموجة التكفيرية وحماية الشباب الأردني من الانخراط في تلك التنظيمات أو تبني أفكارها مؤكدا أن الوزارة تعمل وفق منهجية تراكمية ومن خلال مضامين رسالة عمان التي أطلقها جلالة الملك عام 2004 لتوعية الأفراد والمجتمعات في الأردن والمنطقة بضرورة التمسك بالمنهج الحقيقي للإسلام القائم على التسامح والتعددية وقبول الآخر.
من جهته ناقش الدكتور الملقي دور جلالة الملك في تقديم الخطاب الحقيقي للإسلام السمح داخل وخارج الوطن سواء من خلال رسالة عمان أو من خلال جولات جلالته ولقاءاته بمختلف قادة الفكر والرأي في مختلف المحافل الدولية مشيرا إلى الدور الاستثنائي الذي يضطلع به جلالته في محاربة الإرهاب والتطرف وحشد الدعم الدولي بهذا الصدد.
وردا على سؤال قال الملقي إن الخطر الحقيقي الذي يواجه الأردن والمنطقة ما يجري من محاولات لتشويه الدين وتسخير المشوه لتدمير المنجزات وتفكيك الهويات الحضارية موضحا أن الأحداث الإقليمية المحيطة بالأردن فرضت واقعا أليما وتحديات صعبة تطلبت إعادة صياغة الاستراتيجيات والخطط والقرارات لتتماشى مع الصالح الوطني كأولوية ملحة.
كما قدم الدكتور الملقي وصفا تاريخيا للآثار المدمرة التي خلفها الفكر المتطرف على مستوى الأفراد والجماعات والطوائف والجغرافيا السياسية والأفكار ما شكل تحديا حقيقيا لمواجهته وفق الثوابت والقيم المستمدة من الإسلام السمح وبأدوات فكرية واستراتيجيات وطنية نابعة من حرص الجميع على تحقيق الأمن والسلم مؤكدا دور القوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية في تحقيق الأمن والاستقرار الوطني.
وفي اختتام الندوة وجه الحضور تساؤلاتهم ومداخلاتهم إلى المشاركين في الندوة ضمن محاور آفات الفكر المتطرف وسبل مكافحته ودور وزارة الأوقاف ومختلف المؤسسات في تقديم خطاب متكامل واستراتيجيات طويلة المدى لتصحيح المفاهيم المشوهة وإعداد الكوادر والكفاءات لتحقيق تلك المهمات.(بترا)