رابطة علماء الأردن تفنّد أصول الفكر التكفيري بمحاضرة "ليش تكفرني"

المدينة نيوز :- نظمت رابطة علماء الإسلام في الأردن، بالتعاون مع كلية الشريعة بالجامعة الأردنية، اليوم الأربعاء، محاضرة علمية عامة لطلبة الجامعة بعنوان "ليش تكفرني".
وقال رئيس الرابطة الدكتور عبدالرحمن الكيلاني ان هذه المحاضرة هي واحدة من سلسلة الندوات التي تنظمها الرابطة لتصحيح المصطلحات والمفاهيم التي أسيء استخدامها من قبل بعض الجماعات والتنظيمات، وان الحديث عن مصطلح التكفير يجب أن يكون بطريقة علمية أصيلة ووفق منهجية واضحة وعميقة، وبعيدا عن العواطف والسطحية في التناول، لأن معالجة الأمراض الفكرية تتطلب خططا قوية وبرامج فاعلة.
وأشار الى ان التحصين الثقافي والفكري القوي والأصيل لفئة الشباب هو الضمان الأول لمواجهة التطرف والعنف، فبالفعل لا بالانفعال نقاوم الأخطار والتحديات التي تمر بها أمتنا اليوم.
واتفق الدكتور عبدالله الصيفي مع ما ذهب اليه الدكتور باسم الجوابرة على ان التكفير مزلق خطير لم يتبناه في تاريخ الأمة الا الغلاة الذين جعلوا التكفير وسيلة لاستحلال دماء الناس واموالهم واعراضهم.
وبين انه لا يجوز التساهل في تكفير المسلم أو تفسيقه، فلا يُكفر بقول أو فعل أو اعتقاد إلا بعد أن تُقام عليه الحُجة، وتُزال عنه الشبهة التي طرأت له، ومن الواجب التفريق بين التكفير المطلق وتكفير المُعَيَّن.
وأكد الصيفي والجوابرة ان التكفير المطلق: هو الحكم بالكفر على القول أو الفعل أو الاعتقاد الذي ينافي أصل الإسلام ويناقضه، دون تحديد أحد بعينه، أما تكفير الُمَعيّن: فهو الحكم على المعين بالكفر لإتيانه أمرا يناقض الإسلام، بعد استيفاء شروط التكفير فيه، وانتفاء موانعه.
واوضحا ان نصوص الأئمة بالتكفير والتفسيق لا تستلزم ثبوت موجبها في حق المعين، إلا إذا وجدت الشروط، وانتفت الموانع، وهذا يحتاج إلى حكم قضائي من قبل المحاكم الشرعية المختصة حتى يقال عن الشخص المعين انه كافر، ولا يكون التكفير على حسب آراء الأشخاص وأمزجتهم، وأن هناك موانع كثيرة عن الكفر مثل : الخطأ، والجهل، والعجز، والإكراه، وأن منهج أهل السنة والجماعة أنه لا يكفر مسلم بذنب ما لم يستحلّه.
وتخلل المحاضرة التي حضرها حشد كبير من طلاب وطالبات الجامعة، وأدارها الدكتور خالد القضاة، حوار حيوي مع الطلبة وأسئلة علمية تولى المحاضران الإجابة عليها.