المربع الصحي في المحمدية بمعان نقلة نوعية بالتنمية المستدامة
المدينة نيوز:- أكد مسؤولون رسميون ومختصون في الشأن التنموي والزراعي أن قرار مجلس الوزراء بإنشاء مشروع سوق المواشي الإقليمي بنظام المربع الصحي في منطقة المحمدية بمحافظة معان، سيحقق نقلة نوعية في التنمية المستدامة وخلق فرص عمل ودعم الاقتصاد الوطني.
وجاء قرار مجلس الوزراء في جلسته التي عقدها الأحد الماضي بالموافقة على إنشاء مشروع المربع الصحي للمواشي في منطقة المحمدية في محافظة معان على مساحة تبلغ 1500 دونم ضمن المنطقة التنموية التي أقرتها الحكومة في تشرين الأول من العام الماضي بهدف تنمية مجتمعات البادية الجنوبية وتعزيز الاقتصاد الوطني وضمن منظومة تشاركية بين الصندوق الهاشمي لتنمية البادية ووزارة الزراعة والمنظمة العالمية للصحة الحيوانية.
ويعد مشروع المربع الصحي أحد المشاريع الزراعية الاستراتيجية الوطنية الذي يخدم الثروة الحيوانية ويسهم في زيادة تحصين السوق المحلية من الأمراض التي تنقلها الأغنام المستوردة، مثلما يشتمل على إنشاء سوق اقليمي للمواشي بنظام المربع الصحي المعتمد دوليا لتسويق الماشية بحيث يجعل الأردن مركزا لتصدير المواشي الأردنية وغير الأردنية لمختلف دول المنطقة وتحديدا دول الخليج العربي.
وقال الناطق باسم وزارة الزراعة الدكتور نمر حدادين لـ (بترا)، إن فكرة المشروع تكمن بانشاء سوق إقليمي للمواشي ومنتجاتها بنظام المربع الصحي تحت إشراف وزارة الزراعة وضمن منطقة حائزة على اعتراف دولي من المنظمة العالمية للصحة الحيوانية بخلوها من الأمراض الحيوانية، مبينا أن هذا المشروع يقوم على استيراد المواشي من مناطق معتمدة تتميز بالجودة العالية، وتطبيق إجراءات البيطرة والأمن الحيوي اللازمة على المواشي ومن ثم إعادة تصديرها إلى البلدان المجاورة وفتح أسواق جديدة لهذه التجارة.
وأضاف حدادين أن انعكاسات هذا المشروع ستكون إيجابية على مناطق البادية الجنوبية، وسيسهم في تحقيق التنمية المستدامة فيها كما سيسهم في تنمية موارد الدولة الاقتصادية، خصوصا في جانب العملات الأجنبية وإيصال أجود أنواع المواشي للمستهلك وبأسعار منافسة والمساهمة في تحقيق الأمن الغذائي للمنطقة وتوفير بيئة مناسبة للاستثمار في مجال تنمية الثروة الحيوانية وفي بعض المجالات الزراعية.
واوضح أنه تم اختيار موقع تنفيذ المشروع في منطقة المحمدية بمحافظة معان وعلى مسافة بعيدة عن التجمعات السكانية وضمن المعايير والاحتياطات اللازمة التي تضمن السلامة البيئية وضمن المعايير الدولية التي حددتها المنظمة العالمية للصحة الحيوانية.
وأوضح حدادين أن المواشي المستوردة ستخضع إلى نظام مراقبة صحية، وتتبع نظاما صارما يبدأ من بلد المنشأ ثم في ميناء التصدير وعند الوصول إلى ميناء العقبة، إلى أن يتم إدخالها المربع الصحي لتطبق عليها إجراءات صحية وبيطرية وأمن حيوي حسب شروط المنظمة العالمية للصحة الحيوانية، ضمن منطقة معزولة وخالية من الأمراض، مضيفا أن تلك المنطقة ستكون محمية من أية مخاطر لانتقال الأمراض الحيوانية.
من جهته، أكد مدير الصندوق الهاشمي لتنمية البادية الدكتور رائد التبيني لـ (بترا) أن المشروع يأتي في سياق التوجيهات الملكية السامية لتنمية وتطوير مناطق البادية الجنوبية وخلق تنمية مستدامة فيها وتحسين المستوى المعيشي لسكانها، موضحا أن هذا المشروع سيعزز مكانة الأردن إقليميا في مجال الثروة والصحة الحيوانية وتحفيز نشاط تربية المواشي في المملكة، بما يزيد الصادرات الوطنية من الثروة الحيوانية إلى الدول المجاورة وبأسعار مناسبة للمنتجين الأردنيين، إضافة إلى أدوار أخرى تتمثل بتعزيز التعاون مع المنظمات الدولية ذات العلاقة وكليات البيطرة عالميا ومحليا، بما يراكم الخبرات النظرية والعملية لدى كوادر المشروع في ذلك المجال.
وأضاف الدكتور التبيني أن المشروع سيوفر 250 فرصة عمل لأبناء البادية الجنوبية في المرحلة الأولى وفي مختلف التخصصات، على ان ترتفع الى الف فرصة عمل عند اكتمال مراحله النهائية، مؤكدا أنه سيتم توزيع تلك الفرص على أبناء عشائر البادية الجنوبية بعدالة ومساواة مع إعطاء الأولوية لأبناء المناطق المحيطة بالمشروع.
وبين رئيس جمعية المستقبل في البادية الجنوبية الدكتور محمد الرصاعي لـ (بترا)، أن نجاح المشروع سيوفر تجارب تنموية مستقبلية مماثلة في ذات المنطقة تعمل على الاستثمار في القطاع الزراعي والثروة الحيوانية والتي تتناسب مع الواقع التنموي والسكاني لأبناء البادية، متوقعا أن يكون المشروع جاذبا لاستثمارات مماثلة تخلق فرص عمل وتدعم الاقتصاد الوطني.
وأضاف الدكتور الرصاعي أن ثمة بعد إيجابي للمشروع وهو إحداث تغيير إيجابي في ثقافة العمل الإنتاجي لدى سكان المنطقة وتحفيزهم نحو الاندماج في العملية التنموية وإكسابهم الخبرات اللازمة التي تؤهلهم لمثل هذا الاندماج من خلال برامج التدريب التقني والمهني الذي سيوفره مشروع المربع الصحي، مثمنا دور الحكومة في توفير شروط التنمية وخلق فرص العمل لأبناء البادية الجنوبية.
