لولا العلاقة مع اسرائيل!

تم نشره الأربعاء 02nd آذار / مارس 2016 01:24 صباحاً
لولا العلاقة مع اسرائيل!
ماهر ابو طير

كل يوم يقال للرأي العام الاردني، انه لولا العلاقة مع اسرائيل لتعرض المسجد الاقصى الى شرور كبرى، وهكذا يتحول الاقصى الى سبب اضافي للتطبيع مع اسرائيل، باعتبار ان التطبيع هنا، يجعل تل ابيب تخجل ولاتقترب من الاقصى بسوء. لكننا برغم هذا الرأي الناعم الذي يسمم الدم والبدن معا، نرقب تجاوزات الاحتلال يوميا، وآخرها البارحة حين يقتحم حاخام اسرائيلي الاقصى، ومعه مجموعة من المستوطنين، المسجد الاقصى، عبر بوابة المغاربة، فنكنفي كالعادة ببيان ادانة، وفي حالات اتصالات مع تل ابيب، حتى تأخذ بخاطرنا ولاتحرجنا امام الجمهور الذي نعيد ونزيد على اسماعه رواية منافع التطبيع لحماية المسجد الاقصى. الخطر على المسجد الاقصى يعد خطرا يوميا، واسرائيل لاتتوقف عن ارسال الاشارات، حول تهديد المسجد، بوسائل مختلفة، عبر اجهزتها او جندها او مجموعات متدينة او استيطانية تأتمر بأوامر تل ابيب الرسمية واجهزتها السرية والعلنية. لقد آن الاوان ألاّ يغيب المسجد الاقصى عن الخارطة، خارطة المعالجة الجذرية، فنحن امام خطر مضاعف، فالشعوب العربية مبتلاة بثورات دموية، انستهم اسماء امهاتهم، فما بالنا بقضية فلسطين، وفوق ذلك انقسام فلسطيني مخزٍ، لايمكن تفسيره ولاتبريره، مهما قيل في الاسباب والدوافع. العالم العربي، لايريد حربا، ولا انتفاضة، ولا سلما، لايريد شيئا على الاطلاق، وكأنه على مشارف ان يقر علنا امام الخليقة، مايتنماه سرا، فهذه ليست فلسطين، هي اسرائيل خذوها، وتنعموا بها، واتركوا لنا فقط حق التنفس، حتى لو كان ملوثا. هوان العرب، مابعده هوان، هو هوان تسلل الى الشعوب، قبل الرسميين، فتسأل نفسك الف مرة، عن الذي يشعل المرؤوة في نفوس العرب والمسلمين، ومانفع العبادات اذا لم تقدح الروح، دفاعا عن حقوق امة منهوبة بأكملها. دعونا نتأمل نظرية الادامة المستعملة حاليا، فلم يعد احد يتحدث عن خنق غزة وموت غزة، وحصارهم، استنادا الى مبدأ الادامة، اي ادامة الحصار والخنق، وتحول هذه الحالة الى امر اعتيادي جدا، الى الدرجة التي لاتثير غضب احد، ولاغيرة احد، والامر ذاته ينطبق على ملف الاقصى، فكثرة الاقتحامات تريد ادامة الخروقات، بحيث يصير دخول الوزراء او الحاخامات امرا طبيعيا بعد قليل، وبحيث تستكين نفوسنا، باعتبار ان لاحول لنا ولاقوة. اقتحام الحاخام للاقصى البارحة، امر يجب ألاّ يمر، فهذا مؤشر يضاف الى مليون مؤشر على ان اسرائيل لن تترك ملف الاقصى، وهي تتعامل مع صيغ متعددة، تارة التقسيم الزمني، وتارة التقسيم المكاني، وتارة الاقتحامات، وفي مرات الاغلاقات، ثم تعكر دماء الناس، وتصير التسوية، اكرامنا برفع عدد المصلين في الاقصى، فنحتفل بالجائزة وننسى اصل القصة. نريد من اطراف كثيرة، ان تتنبه الى الخطر الماثل اليوم بعنف، فالخطر يشتد، خصوصا، مع شعور اسرائيل بالراحة، فلا احد يهددها اليوم، وكل من حولها وحواليها، اما يموت تقطيعا، واما يموت وهو يركض وراء رغيف الخبز، وهذا التوقيت يعد الامثل لاسرائيل لتنفيذ مخططها بافتراس الاقصى.

(الدستور 2016-03-02)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات