حول ما يجري في فلسطين
آخر الشهداء عند كتابتي المقالة كان الشاب «إياد سجدية» من مخيم قلنديا الواقع شمال مدينة القدس المحتلة وقد سقط بعد معركة شرف وبطولة تدشينا لاستمرار الانتفاضة.
هذه الانتفاضة التي دخلت شهرها الخامس تستطيع إلى الآن الحفاظ على نفسها رغم كل المحاولات المبذولة من الإسرائيلي ومن السلطة لكبح جماحها.
انتفاضة تقول للشعب الفلسطيني ولفصائله إنها ضاقت ذرعا بالاستيطان وبالتنسيق الأمني، وإنها ترفض حصار غزة واستمرار اعتقال الأسرى كما أنها تعلن بوضوح عن توقها لمشروع وطني فلسطيني مختلف.
الانتفاضة الحالية تجاوزت مهزلة المصالحة التي مل الشعب الفلسطيني اسطوانتها المشروخة وأصبحت تقف ثقافة نضالية ستجعل الجميع يلحق بها.
الكيان الإسرائيلي بدوره لاذ حيرة بالتعامل مع الانتفاضة، فها هو يقر تشريعا يقضي بإبعاد أهالي من يقومون بعمليات الطعن والدهس وهذا مؤشر لا غضاضة على أنهم عاجزون وخياراتهم باتت محصورة.
ما يجري في مدن الضفة هي انتفاضة على المحتل الغاصب من جهة لكنه في وجهه الآخر انتفاضة على الواقع الفلسطيني المستعصي والغارق في الخلافات.
أما رسائل الانتفاضة الأهم فهي موجهة إلى طاولة التفاوض التي ملها الفلسطيني إلى ابعد حد، فالجماهير تدرك إفلاس التفاوض وأزمة المقاومة وبالتالي قررت تحريك الراكد إلى خيارات مختلفة.
(السبيل 2016-03-02)
