مستقبل الدعم الاستهلاكي

تم نشره الأربعاء 09 آذار / مارس 2016 12:59 صباحاً
مستقبل الدعم الاستهلاكي
د. فهد الفانك

تخصص الموازنة العامة حوالي مليارين من الدنانير سنوياً للدعم الاستهلاكي: خبز ، ماء كهرباء ، أعلاف إلى آخره ، والنتيجة عجز الموازنة ، وارتفاع المديونية ، واعتماد زائد على المنح الخارجية.

سياسة الدعـم هي أم التحديات التي تواجه الاقتصادي الأردني ، ومن شأنها أن تجعل الأردن دولة رفاهية ممولة بالقروض من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والكفالة الأميركية.

الحكومة لا تسـتطيع أن تتخلص من لعنة الدعم بضربة واحدة بل بالتدريج ، أو بشكل انتقائي. وإذا كان الأمر كذلك فهل هناك خطة مقررة لتحقيق هذا الهدف؟.

برنامج الإصلاح الاقتصادي المتفق عليه مع صندوق النقد الدولي ، يخلو من مطالبة صريحة بإلغاء الدعم ، ولكنه يطرح أهدافاً مالية لا يمكن تحقيقها في ظل استمرار الدعم مثل تخفيض عجز الموازنة وتقليل الحاجة للاقتراض.

المشكلة أن الصندوق يظهر قدراً من المرونة ، فلا يصر على خفض النفقات (مثل الدعم) بل يقبل زيادة الإيرادات كبديل ، فما يهمه هو السطر الأخير في الموازنة العامة أي العجز. وتجد الحكومة أن زيادة الرسوم والضرائب أقل صعوبة من تخفيض النفقات الجارية.

الاتجاه للتخلص من الدعم الاستهلاكي أصبح الاتجاه المطبق عالمياً حتى في البلدان الغنية المصـدرة للبترول. وقد بدأت العملية بوضوح في دول الخليج العربي ، وخاصة السعودية والكويت ، بل إن فنزويلا ، الغنية بالبترول ، رفعت أسعار المحروقات بمقدار 60 ضعفاً بضربة واحدة ، حيث كانت المحروقات تباع بسعر رمزي كأسلوب لتوزيع الثروة البترولية على أبناء الشعب ، وأصبحت تباع بالأسعار العالمية.

الرؤية العشرية لم تجرؤ على التوصية باتخاذ القرار الصعب ، ولكنها ، مثل الصندوق ، طالبت بأهداف مالية لا يمكن تحقيقها في ظل استمرار الدعم عند مستوياته الراهنة.

لماذا تكتسب الحكومة سمعة القدرة على اتخاذ القرارات الصعبة ، فما هي القرارات الصعبة التي اتخذتها غير محاولة استرضاء الجهات القوية بالمزيد من الإعفاءات ، وهي شكل آخر من أشكال الدعم ، يمر تحت اسم حوافز.

عبثاً نتكلم عن الاكتفاء الذاتي أو ضبط المديونية إذا لم يتم إصلاح نظام الدعم الشامل كواحد من أهم مصادر الاختلالات في الاقتصاد الأردني.

قلنا سابقاً ونكرر اليوم أن نصف الدعم يذهب لثلاثة ملايين غير أردني ، وأن ربعه يذهب لغير المستحقين من الأردنيين الذين لا يحتاجون الدعم ، فلا أقل من تنظيم وصول الربع الباقي إلى المستحقين نقداً بحيث لا يضار محدودو الدخل من المواطنين.

(الرأي 2016-03-09)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات