ارتفاع الاسعار الأثر الباقي لخطة (التحفيز)

تم نشره الخميس 17 حزيران / يونيو 2010 06:07 صباحاً
ارتفاع الاسعار الأثر الباقي لخطة (التحفيز)
فهد الخيطان

الموازنة منطقة معتمة لا يظهر منها غير العجز البليوني .

تتجه الحكومة الى اتخاذ سلسلة من القرارات الاقتصادية "الصعبة" في اطار سعيها لخفض عجز الموازنة الذي يناهز البليون دينار, من ابرز هذه القرارات فرض ضريبة على البنزين بنوعيه, والغاء الاعفاءات الممنوحة لعدد من السلع الاساسية من بينها القهوة, وزيادة اثمان المياه على الشرائح العليا, مقابل ذلك ستتخذ الحكومة اجراءات متزامنة للتخفيف من الآثار السلبية لهذه القرارات من بينها الابقاء على دعم اسطوانة الغاز, وزيادة دعم صندوق الطالب وبرنامج المعونة الوطنية اضافة الى تبني سياسة ضريبية لتنشيط قطاع العقار في الاردن.

اصدار تلك القرارات في حزمة واحدة شعارها تحفيز الاقتصاد هو بمثابة محاولة لتغليف القرارات غير الشعبية بورق "السولفان" عسى ان يشتريها المواطن من دون تذمر . ليست المرة الاولى التي يجد المواطن الاردني نفسه فيها مضطرا لشد الاحزمة فقد سبق له ان فعل ذلك مرات عديدة على امل ان تكون المرة الاخيرة, لكن مسلسل الرفع لا تبدو له نهاية في ضوء المؤشرات الاقتصادية والمالية.

ستكون لحظة التحفيز الاقتصادي آثارا ايجابية لكنها محدودة بالتأكيد ولا تمس سوى فئات قليلة وبشكل مؤقت, بينما سيكون الاثر الوحيد الدائم للحزمة هو ارتفاع الاسعار الذي سيطال معظم السلع والخدمات كما تعودنا سابقا مع كل وجبة "تحفيز". سترد الحكومة بالقول انها ستراقب الاسواق وتخالف التجار المتلاعبين بالأسعار, لكن التجارب السابقة ايضا اثبتت ان آليات الرقابة عاجزة على مواجهة سياسة السوق المفتوحة, فقد فشلت كل المحاولات لضبط الاسعار ونجح التجار في فرض الايقاع الذي يناسب مصالحهم, فيما بقي السواد الاعظم من المواطنين يكتوون بنار الاسعار المرتفعة وتآكل مداخيلهم المتدنية اصلا.

هذه المرة تعهدت الحكومة "مشكورة" عدم المساس برواتب الموظفين, لكنها اخذت في المقابل حاجتها من جيوبهم بعد استلام الرواتب على شكل ضرائب ورسوم.

عجز الموازنة كبير وكارثي هذا صحيح, غير ان الاغلبية من المواطنين لا تعرف لماذا وصلنا الى هذا المستوى الخطير. وتثور في ذهن الكثيرين اسئلة حول هذه النقطة بالتحديد لا نجد لها اجابات شافية عند الحكومات المتعاقبة, لا بل ان بعض الاسئلة الحساسة لا يجرؤ احد على طرحها اصلا, فما من منطقة معتمة مثل المنطقة التي تقع فيها موازنة الدولة. ( العرب اليوم )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات