بكل جرأة.. هذا هو المستقبل

تم نشره الخميس 17 حزيران / يونيو 2010 06:32 صباحاً
بكل جرأة.. هذا هو المستقبل
جميل النمري

نشرت إحدى الصحف مشروع القانون الجديد لـ"المركز الملكي لبحوث وتطوير التعليم"، مع تقديم يعرض سلفاً اعتراضات على المشروع من خبير تربوي، لم يرغب بذكر اسمه، لكننا نقدر أنه يمثل الاتجاه المحافظ، الذي يُفشل أفكار التحديث والعصرنة والتطوير، وهذا بالذات ما جعل فكرة إنشاء هذا المركز ضرورية.

سوف تنتقل الى المركز المسؤولية عن البحوث والدراسات التربوية، وتطوير المناهج ومراجعة الكتب ووضع الأطر المرجعية، وعمليات التأهيل والتدريب ومعايير التقويم. وهنا فإن الاعتراض الأول يشكك بأهداف المركز، فهو ليس أقل من مؤامرة تريد "ضرب الروح الوطنية والدينية"!

تُهمٌ بهذا الحجم تقول كل شيء عن العقلية التي سيطرت على التربية والتعليم، وحوّلت الصفوف إلى مكان للتعبئة العقائدية الضيقة، بدلا من الانفتاح وإعلاء شأن العقل والتفكير النقدي الخلاّق، وزرع حبّ المعرفة والانفتاح الذهني وتفادي الأحكام المسبقة والتعليب المسبق للأفكار والقيم. وكانت جلالة الملكة رانيا قد قدمت أنموذجا توجيهيا رائعا في قصّة الأطفال "تبادل الشطائر" لتجاوز الأحكام المسبقة والانغلاق.

التعليم ثم التعليم ثم التعليم، هذا هو الاستخلاص حول الاستثمار في المستقبل وتحقيق التغيير. ومنذ مطلع العهد الجديد جرى التركيز من جلالة الملك والملكة على التعليم عبر عدّة مبادرات، مثل تعليم الانكليزية منذ الصف الأول، وإدخال الكومبيوتر، وأخيرا مبادرة مدرستي، لكن هذا الجهد لم يترافق مع ما كان يجب أن تنجزه وزارة التربية من تغييرات عميقة في المناهج وطرق التدريس وتأهيل المعلمين. فما يزال التلقين والحفظ هو أساس العملية التعليمية، وليس الفهم والتحليل.

ورغم أن العديد من الكتب تطور، فالكثير من المناهج وخصوصا في اللغة والعلوم الاجتماعية وغيرها أكثر تخلفا ورجعية من المناهج قبل نصف قرن! أي والله قبل نصف قرن، ومن اجتث تدريس الفلسفة ما يزال هو الذي يقرر المناهج، وعلينا أن نقرر هل نريد الانغلاق في الكهوف أم تشريع الأبواب والنوافذ لأنوار العلم والمعرفة الصحيحة والتقدم.

المسألة ليست ثقافية وفكرية، بل معيشية واقتصادية، فشروط الازدهار والرفاه والإنتاجية العالية والحياة الجيدة تعتمد على الثقافة والقيم التي تنشأ عليها الأجيال الجديدة.

والاعتراض الثاني هو الكلفة الإضافية لإنشاء المركز، بينما الوزارة مؤهلة لكل العمليات التي سيقوم عليها، وهذا ليس صحيحا، فالبيروقراطية الحكومية لم تكن في أي وقت مؤهلة للدور التطويري، بل في الواقع هي قاومت بشراسة كل تطوير.

ولا حاجة لمراجعة قصص التعثر، وآخرها نتائج امتحانات التوجيهي. نحن نحتاج إلى مركز مستقل يضم كفاءات علمية وبحثية مستقلّة مزودة بتوجيهات حاسمة حول منحى التطوير المنشود في المناهج، وفي العملية التعليمية، بما يتناسب مع معطيات العصر.

سبق وقلنا إن ما تتيحه وسائل الاتصال اليوم للطلبة الصغار مباشرة، هو أضعاف ما تتيحه المدرسة وكراريسها وكتبها، والمركز يجب أن يقوم على أكاديمية تأهيل هائلة للمعلمين بالمناهج وأساليب التدريس المتطورة.

المركز ليس هيئة خاصّة، والقانون ينص على ارتباطه بوزير التربية، وخضوع موازنته لرقابة ديوان المحاسبة وتعيين مجلس أمنائه من قبل مجلس الوزراء.( الغد )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات