مختصون ورجال فكر: "الشائعة مدمرة للمجتمع "
المدينة نيوز - : قال مختصون واكاديميون ورجال فكر وثقافة ان ناقل الشائعة فاسق ومروجها مجرم وشريك اصيل في نقل آثارها الخطيرة والمدمرة على الفرد والمجمع.
وقال الداعية المتخصص بالشؤون الاسلامية الشيخ عبد اللطيف البطيحة لوكالة الانباء الاردنية (بترا): لقد فتن كثير من العرب والمسلمين بنشر هذه الإشاعات وترديدها دون النظر لنتائجها المدمرة ، ودون نظر في الشرور الناتجة عنها.
واضاف "الشائعات يمكن ان تدمر المجتمعات والاسر وتفتت الوحدة الوطنية ولها خطر عظيم وشر كبير وانها أحزنت كثيرا من القلوب، وكم أولعت من أفئدة، وأورثت من حسرات".
واشار الى قول الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ...)، موضحا ان الإسلام عالج قضية الإشاعة عبر التثبت، واعتبار ناقل الإشاعة من الفاسقين ، وضرورة التفكر في عواقب الإشاعة المدمرة .
ونبه الشيخ البطيحة الى أن الله سبحانه وتعالى جعل العلاج لقضية الشائعة من خلال الناقلين لها أنفسهم دون التركيز على مصدرها، و ذلك لان مصدر الشائعة قد يكون من أهل النفاق أو من الكفار أو من الأعداء، وهؤلاء لا حيلة معهم، فان من دأبهم نشر الشائعة.
وشدد ان الشائعة ما كان لها أن تنتشر لو قابلها المؤمنون بالمنهج الرباني، محذرا من نقل اي معلومة او خبر الا بعد التثبت وتبين صحتها من خلال الرجوع الى اهل الاختصاص وبانه لا يحق لأي مواطن ان ينقل خبرا دون ان يكون متأكدا من صحته.
ودعا البطيحة ابناء الوطن الى عدم تصديق الشائعات الا بعد التأكد من مصداقيتها بعد الرجوع لأهل الاختصاص وأنه ينبغي لهم إذا جاءهم أمر من الأمور المهمة والمصالح العامة ؛ ما يتعلق بسرور المؤمنين أو الخوف الذي فيه مصيبة عليهم أن يتثبتوا ولا يستعجلوا بإشاعة ذلك الخبر والعودة الى الجهات المسؤولة المختصة .
واكد وزير الاعلام الاسبق الدكتور نبيل الشريف ان الشائعة تعد من اشد الاسلحة فتكا بالمجتمع وتحدث ضررا بالغا في حالته المعنوية، لذلك يستعملها الاعداء وقت الحروب كسلاح خطير من أسلحة الحرب النفسية .
واشار الى وجود مسؤولية كبيرة على وسائل الاعلام بكل انواعها في كل الاوقات وخصوصا في اوقات الازمات لنشرها،اضافة الى المسؤولية الاخرى على من يمتلك المعلومة لتزويد وسائل الاعلام بها وفي الوقت المناسب وضمن اعتبارات المصلحة الوطنية، مؤكدا ان الشائعة تنتشر عند غياب المعلومات .
ولفت الدكتور الشريف الى اهمية المسؤولية الاجتماعية بعدم تكرار الشائعات وعدم نقلها، مشيرا الى اننا شهدنا في الآونة الاخيرة ممارسات سلبية في هذا المجال نتمنى ان تتوقف اضافة الى مسؤولية البيت والمؤسسة التربوية والاعلامية انطلاقا من حقيقة ان الشائعة سلاح خطير ومضر للمجتمعات ان لم يحسن التعامل معها .
من جانبه، اكد استاذ العلاقات العامة في كلية الاعلام في جامعة اليرموك الدكتور عبد الباسط شاهين أن الشائعة تستهدف تدمير الفرد والاسرة والمجتمع والوطن باسره بكل مكوناته، ولها اثار سلبية يسعى مروجوها الى تمرير مصالحهم العدوانية والشريرة .
واشار شاهين الى ان للشائعة انواع عديدة منها شائعة العنف التي تنتشر بسرعة والشائعة البطيئة والشائعة الغاطسة ,واكثر واشد انواع الشائعات تلك التي تسير ببطء لأنها تصيب اهدافها بدقة.
وحذر من نقل الشائعة معتبرا اياها كالقنبلة الموقوتة التي تستهدف الفرد الذي ينقلها بجهل ثم مجتمعه وارضه واهله وبيته ووطنه، وكلها شر .
واوضح شاهين ان الامة العربية والاسلامية مستهدفة من قبل اعدائها لذلك عليها ان تكون يقظة من المؤامرات التي تحاك في الخفاء، والشائعة سلاح فتاك من قبل هؤلاء الاعداء الذين يتربصون بها.
وقال ان الاردن مستهدف امنه واستقراره من قبل اعداء الامة الا انه عصي عليهم ، فهو متماسك وطنيا ، بفضل قيادته الحكيمة الواعية التي تسيسه بالديمقراطية والحرية واحترام حقوقه وتنشر العدالة بين صفوفه ، اضافة الى ان الشعب الاردني شعب مثقف ، واع ، قادر على كشف زيف الشائعة ، والتي وكما هو معروف لا تنتشر ولا تنتقل بكثرة الا لدى الشعوب التي ثقافتها ووعيها متدن .
وقال استاذ الأنثروبولوجيا في قسم علم الاجتماع بالجامعة الاردنية محمد الطراونة ان الشائعة ملازمة للإنسان بغض النظر عن المكان، وانتشارها وعدم انتشارها في المجتمع له علاقة بمدى تطور قوى المجتمع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية .
واضاف انه كلما تدنى المستوى الثقافي للمجتمع وكان اقرب للتخلف كلما انتشرت الشائعة، فيما يندر انتشارها في المجتمعات المتحضرة والمتقدمة، لكن عندما يتطابق الى حد ما مستوى الخطاب مع مستوى الفعل عند الانسان تكون الشائعة قليلة لان الانسان يكون متوازنا مع نفسه ومع محيطه الاجتماعي، وان وجدت الشائعة فانه يرفضها.
وطالب الدكتور الطروانة أن تكون قنوات الاتصال على المستوى الاجتماعي والسياسي والاستراتيجي مفتوحة بين مختلف فئات المجتمع بدءا من الاسرة الصغيرة، لان هذه القنوات تحد من أثر الشائعات ان وجدت في المجتمعات وتكون القيم هي المحرك للسلوك اذا تطابقت القيم (الخطاب ) مع سلوك الانسان، فان ذلك يحد من نقل وتقبل الشائعة.(بترا)
