حماس ومصر...إلى أين؟

واضح ان حماس لا تريد الدخول في صراع مع السلطات المصرية، فالحركة تدرك ان لا مصلحة لها باستجرار الخلاف مع القاهرة.
على الجهة المقابلة يبدو الطرف المصري اكثر اصرارا على «الصيغة العدائية» مع حماس والسبب انها تعرفه ضمن سياق صراعها مع الاخوان المسلمين.
نعم هذه مشكلة القاهرة المستعصية، فحين تُزج حماس ضمن مفاهيم ازمتها الداخلية فالنتيجة الطبيعية انها ستعرفها كتحد وند وخصم لدود.
تصرف مصر تجاه حركة حماس لا يليق بموقعها كدولة عربية محورية فالمنطق – بسبب قيمة مصر الاقليمية – يستدعي ان ترسم القاهرة مع حماس خطوط تواصل تخدم امنها القومي.
في هذه السياقات الصراعية، اتهم وزير الداخلية المصري عبر مؤتمر صحفي «حركة حماس» بالتورط في اعتيال هشام بركات مدعي عام الدولة.
في حينها قيل – وهو ما اميل له – ان التهمة جاءت قبل زيارة لخالد مشعل يلتقي فيها مدير المخابرات الحربية، وهذا يعني ان ثمة اجنحة تتصارع على تعريف العلاقة مع حماس.
مع كل ذلك تجتهد حماس لنفي التهم وتأكيد رغبتها بعلاقة ودية متوازنة مع القاهرة ولعلها هنا تعلم اهمية مصر او قل خطورة استمرار مضي السلطات المصرية في عداوتها.
اليوم هناك وفد حمساوي يزور القاهرة يرأسه الدكتور محمود الزهار يحاول تلطيف الاجواء واقناع القاهرة بخطر نهجها المتبع تجاه غزة.
لست متفائلا بتبدلات جوهرية في الموقف المصري، لكنه يمكن ان تنجح جهود حماس تبريد الصراع ووضعه في حدوده الدنيا فهذا خير من جنون يضرب العلاقة.
(السبيل 2016-03-15)