زيارات بغداد

تم نشره السبت 19 حزيران / يونيو 2010 05:48 صباحاً
زيارات بغداد
ماهر ابو طير

ثلاثة رؤساء حكومات سابقة زاروا العراق الجديد ، وهم علي ابو الراغب ، ومعروف البخيت ، ونادر الذهبي ، وبرغم هذه الزيارات"الفدائية" للمنطقة الخضراء في بغداد ، الا ان ملفات كثيرة بقيت عالقة بين عمان وبغداد الرسمية.

ابرز هذه الملفات الدين الاردني على العراق الذي وصل الى مليار وثلاثمائة مليون دولار ، وبرغم وعود العراقيين بتسديد هذه المبالغ لان اغلبها لتجار اردنيين ، الا انه لم يتم دفع قرش واحد ، وفي زيارة الذهبي خلال شهر رمضان الفائت الى بغداد ، كان وعد عراقي قاطع سمعناه بآذاننا يقبل تشكيل لجنة اردنية - عراقية لتسديد هذه الديون ودفعها ، وهو الامر الذي لم يتم.

ثاني هذه الملفات ملف المعتقلين الاردنيين في العراق الموزعين على سجون بغداد الرسمية ، وسجون الاحتلال الامريكي ، وسجون الاكراد في الشمال ، وتتنوع تصنيفات المعتقلين مابين المخالفات الادارية ، وشبهات الارهاب ، والجرائم العادية ، وبرغم تعهد العراقيين بأطلاق سراح اي عدد ممكن الا ان الوفد الاردني برئاسة الذهبي ، والوفود التي سبقته في زيارات ابو الراغب والبخيت ، عادت خالية الوفاض ، ولم يعد اي معتقل اردني ، لا اكراما لعلاقات البلدين ، ولاالشعبين ، ولا من باب "تسليف الغانمة" بين الطرفين.

ثالث هذه الملفات تراجع مرتبة الاردن في اولويات العراق التجارية ، التي تصب كل سيولتها اليوم بإتجاه دمشق واسطنبول ، ودول اخرى ، واذا كان الشأن التجاري والاقتصادي ، شأن خاص ، ولايمكن اجبار احد على تركيز استيراده من الاردن ، الا ان الاولويات تجعل طرح هذا المبدأ واردا ، والتدفق التجاري بين البلدين ليس سيئا ، لكنه اقل بكثير مما يجب ان يكون او يتوقع ان يكون ، والمؤكد ان لتأثيرات اطراف اقليمية كبرى دور بارز في اقصاء الاردن تجاريا.

العراقيون بدورهم يقولون ان هناك ملفات عالقة من جانبهم ، من بينها ، وجود مئات الاف العراقيين في الاردن ، حيث طلب العراقيون حل مشاكل اقاماتهم وغرامات اقاماتهم التي تصل في بعض التقديرات الى قيمة مساوية لقيمة الدين التجاري الاردني على العراق ، وبرغم ان الاردن كفى العراق شر الحدود وتسرب السلاح والمال والرجال ، الا ان هذه الميزة غابت في تقييمات بغداد الرسمية.

رئيس الوزراء الحالي السيد سمير الرفاعي ، قد يجد نفسه بعد فترة امام ذات قصة الزيارة ، بعد ان يتم اختيار حكومة عراقية جديدة ، كما هو حال سابقيه ، وهي زيارة لايشجع عليها لاعتبارات كثيرة ، واهمها انها ربما ستكون بلا فائدة مقارنة بزيارات سابقة في عهود عراقية متتالية ومتنوعة ، وبحيث يبدو الموقف المتردد من الاردن ، ثابتا ، برغم التغيرات الرسمية التي تجري بين فترة واخرى في بغداد ، وهي تغيرات تلمح خلفها ثوابت معينة لاتتغير تجاه الاردن.

خط عمان - بغداد سالك بصعوبة ، حتى اشعار اخر.
 
الدستور



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات